Arabic Articles

إنت متنر�ز ودمك حامي وراضع من صغرك كراهية وطائ�ية ومقتنع ان القبطي ده ملة كنكة وعضما زرقا وبيخبي السلاح �ي الكنيسة علشان لما تقوم الحرب هيقتلك بيه..

وعادي حصل لك حالة هيجان نتيجة الجهل والتخل� والطائ�ية اللي بتتن�سها لما عر�ت انهم هيبنوا كنيسة �ي البلد اللي انتوا عايشين �يها سوا ..

وطالع من صلاة الجمعة(...) بتن�خ نار ودخان من مناخيرك

تمام ..

وقررت تكسر وتحرق وتضرب وتطرد..

تسرق حاجتهم ليه؟ وتنهب بيوتهم على أي أساس؟ وتنقي الدهب والأجهزة الغالية وسط ما انت غضبان وغيران على دينك؟

نرجع من أول السطر ونسأل :ليه دايما الأقباط هم الطر� الأضع� �ي أي مشكلة، سواء كانوا ضحايا عمليات سرقة "شرعية" قامت بيها الجماعات المتطر�ة زمان أو استباحة لأموالهم واراضيهم �ي بعض الأحيان؟

هل الموضوع له علاقة بمستواهم المادي مثلاً ؟ خاصة وإن اغلب اماكن تجمعات الأقباط �ي المنيا وأسيوط مثلاً هي تحت خط ال�قر بمراحل؟

محتاجين نت�رج بعمق وهدوء على مشاهد الرعب اللي حصلت �ي قرية دمشاو هاشم من كام يوم ، على الأقل يمكن ن�هم ونلاقي حلول أو على الأقل نهايات جديدة،وندور على جهات تاني نطالبها بالتدخل وكيانات تاني نطالبها بالتعقل ، وجماعات تاني نطالبها بظبط الن�س ، علشان �علا زهقنا والجروح ورمت واتقيحت أكتر ، من أيام الرئيس المؤمن وأحداث الزاوية الحمرا ولغاية دلوقتي ..

مواطن الالتهابات الطائ�ية أغلبها �ي المنيا وأسيوط ،وسط شوارع وحواري وبيوت متن�عش للمعيشة الآدمية أصلاً ، وظرو� هي اسود من السواد ، أغلب ابطال المشاهد المرعبة اللي بتحصل هناك من تهجير وطرد واتلا� ممتلكات واعتداءات بدنية وسرقة والخ الخ ..هم ناس الهم كاسر ضهورهم.

دمشاو هاشم قرية صغيرة تابعة لمركز المنيا ، ربما أول مرة اسمها يتشهر كده ويتنشر �ي الجرانين ويتردد �ي التل�زيونات ، �يها عدد كبير من الأقباط زي قرى كتير �ي المنيا عموماً ، واللي اغلبها بتكون عبارة عن بيوت وشوارع من�صلة للمسلمين والأقباط ، م�يش اختلاط الا �ي اضيق الحدود ، وده عموماً كان سلو أهل الصعيد اللي �يها نسبة أقباط كبيرة �ي القرى ال�قيرة من زمان ولازال .

مثلا �ي ملوي قرية البرشا ،نصها قبطي والتاني مسلم، أو قبلي الدكان وبحري الدكان، وجنبها على طول قرية دير البرشا واللي كلها أقباط، ونزلة البرشا اللي كلها مسلمين.

�ي سمالوط قريتين قبال بعض ، نزالي طحا وطحا الأعمدة ..ن�س الكلام واحدة اقباط وواحدة مسلمين .

�ي المدن ن�س الحكاية تقريباً ، مثلا ابوقرقاص التجمعات �يها حسب الديانة �ي أغلب الأحوال ، زي عزبة ال�رن مثلا اللي مقسومة قبلي وبحري .

يعني بنتكلم عن تجمعات بشرية معرضة للإن�جار �ي أي لحظة ، علشان اشاعة مثلا عن ولد حب بنت ولا هربت معاه، عن بيت هيتحول كنيسة ..عن أي حاجة

والطر� الأقوى �ي كل الان�جارات هو المسلم مش المسيحي لاعتبارات كتيرة كلنا عار�ينها،أهمها إن الدولة ن�سها مسلمة متدينة بال�طرة ومش بتحب المسيحيين، أنا اقصد الدولة بشكلها وطبيعتها على الحقيقة مش المزي�ة اللي بنشو�ها �ي المناسبات الوطنية اياها ..

الدولة الي بيمثلها بكل قوة وصدق الشرطي اللي اقتحم كنيسة مارجرجس �ي قرية الزيتون ببني سوي� وقت صلاة القداس وصرخ �ي المصلين

" انتم ك�ار يا ك�رة كلكم ك�رة" .

أو اللي بيمثلها أي ظابط مباحث كان بيضغط على الاقباط علشان يشتغلوا معاه مرشدين على المتطر�ين ، ومنهم الغلبان اللي بيوا�ق وبيد�ع التمن بعد كده لما يلاقوا جثته �ي الزراعات مقتول انتقام من انه بيشتغل مع الشرطة.

من ضمن الجرايم اللي كان بيرتكبها المتطر�ين المسلحين �ي المنيا قبل سنين، حادثة كانت �ي قرية جنب ملوي ، وقتها لقوا جثث 3 مزارعين اقباط �ي جنينة �اكهة بتاعتهم ، ودي كانت م�ارقة لأن اغلب اللي كانوا بيتقتلوا وقتها من ال�قرا، ودول ظرو�هم مرتاحة ومعاهم طين.

اتضح ان مجموعة من المسلحين المتطر�ين كانوا مستخبيين عندهم �ي الجنينة دي ، وواخدين منهم رهاين مكت�ينهم ومشغلين واحد ولا 2 خدامين يشتروا لهم الاكل والشرب ويجيبوا لهم �لوس واي حاجة يحتاجوها طول �ترة قعادهم �ي الجنينة اللي وصلت اسبوع ، ولما جالهم خبر ان الشرطة بتتحرك على القرية �هموا ان حد ارشد عنهم ، قتلوا الشباب التلاتة وهربوا ومحدش عر� حتى هم مين.

وقتها لما رحنا عملنا تحقيق هناك �ي البلد الاهالي حكوا لنا ان بتوع الجماعات كانوا بيستخبوا من الشرطة �ي بيوت الأقباط ، وياخدوا الستات والاط�ال رهاين علشان القبطي الغلبان يوا�ق ين�ذ اوامرهم ، أكل وشرب واحيانا سلاح و�لوس ويبعت رسايل ويجيب لهم ردود لغاية ما يقرروا يمشوا ..

لاحظ ان الشرطة �ي المقابل كانت بت�ضل انها تشغل الأقباط مرشدين ، خاصة الغ�ر اللي هم ممسوكين من عرقوبهم باعتبار ان وظي�تهم ميري ، وعدد مش قليل من الاقباط اللي اتقتلوا �ي ظرو� غامضة كان بيبقى بسبب تعاونهم مع الشرطة.

جريمة تاني ..

�ي نهاية التسعينات تقريبا ..حصلت مواجهة بين قوة صغيرة من الشرطة وعدد غير معرو� من المتطر�ين المسلحين ..انتهت بقتل معاون مباحث سمالوط تقريبا وعسكري واصابة الباقيين وسرقة كل اسلحتهم واللاسلكي وهروب كل المجرمين لمكان غير معلوم ..

وبعد شوية لقوا جثة غ�ير قبطي كان اسمه اسط�انوس مدبوح وسط القمح على بعد امتار من موقع الجريمة ، اللي كان عبارة عن مكان م�توح.

و�ي مكان ابعد بشوية لقوا جثة واحدة مضروبة بطلقة وميتة

اللي حصل ان الغ�ير اللي اتقتل كان بيشتغل مع المباحث �علا، والجماعات راقبوه لغاية ما لقوه عند واحدة قريبته ، اجبروه يتصل بالظابط ويدي له اخبارية ان �لان و�لان موجودين حاليا �ي المكان ال�لاني..

وهوب بعد دقايق كانت قوة �ي عربيتين شرطة جاية المكان اللي قال عليه..

لقوا الكمين �ي انتظارهم

ود�ع اسط�انوس حياته تمن وعياله اتيتموا

كم اسط�انوس ياترى كانوا شغالين بالعا�ية مع المباحث واتعاقبوا من الجماعات؟

الوضع اختل� طبعاً ..واللي كان بيحصل ويسري على الناس قبل 20 سنة مش زي دلوقتي، الخريطة اتغيرت والدولة بقى لها صن� تاني من الأعداء �ي مناطق تاني ..

عملنا ثورة والمناخ اختل�

ماعادش �يه اقباط مهجر زي زمان بياكلوا عيش من ترويج نغمة اضطهاد الأقباط ..

وحسابات الكنيسة اختل�ت شوية ، والمصالح اتغيرت والمناهج اتبدلت والعن� ضد الاقباط مابقاش بيرتكب بس من جماعة معينة ولا ا�راد متطر�ين ..

ده عن� كمان بيشارك �يه الاهالي اللي هم مواطنين طبيعيين..بيقرروا انهم ي�تكوا بمواطنين زيهم شركا ليهم �ي البلد

و�ي اغلب الأحوال بيطردوهم من بيوتهم وبيتل�وا املاكهم ، والشرطة والنيابة بتقوم بدورها وبتق�ش "بعض"المتهمين والنيابة تحبس ثم م�يش حلول تاني..

ده مضا� طبعا لقايمة الجرايم الارهابية القذرة اللي بتشمل ت�جير الكنايس أو تشبه مجزرة المنيا بتاعة اتوبيس دير الانبا صمويل.

-----------------

بقلم: خالد الدخيل