القمص سِمْعَان جِرْجِس 

بقلم القمص أثناسيوس فهمي جورج

وُلد وديع جرجس في أول ديسمبر١٩٠٩م بقرية الريدانية (المنصورة) . تدرَّج في دراسته حتى حصل على ليسانس كلية المعلمين العليا قسم جغرافيا ؛ وكان ترتيبه الأول . أجاد اللغة الإنجليزية ؛ وحاز فيها على دراسة متخصصة ؛ ثم قام بتدريسها واِلتقىَ بالشاب نظير جيد في فصول المدرسة عندما كان يدرِّسه الإنجليزية ؛ وقت أن كان مدرساً بالقاهرة . 

جاء إلى مدينة الإسكندرية ليعمل وكيلاً ثم ناظراً لمدرسة الرمل الثانوية القديمة بالإسكندرية ١٩٦٣م ، ثم عمل ناظراً بمدرسة رأس التين الثانوية ١٩٦٧ ؛ وأيضاً ناظراً لمدرسة النيل الثانوية بكرموز وراغب باشاً ١٩٧٠م. كان عَبْر كل هذه السنين خادمًا للكلمة في الوعظ ومدارس الأحد ؛ ضمن دفعات الخمسينات والستينات ؛ الذين اتسمت خدمتهم بالالتزام والحزم - والإعداد الجيد - والطاعة - والنسك (الجدية) - الخدمة الفردية - العمق الروحي - سلامة الإيمان - البحث عن الأماكن النائية - الأخذ بأصول التربية وعلم النفس .. عُرف الخادم وديع جرجس بأنه بناء حكيم حسب طرق التربية المتكاملة ؛ وبخبرته أسهم في توسيع حقل خدمته خلال عمله الوظيفي ؛ خلال الأوساط المدرسية التي شغلها من التخرج إلى سن المعاش .  

تفرغ لتدريس مادة الدين المسيحي ، إذ كان واعظاً مؤثراً وعضواً باللجنة العامة للتربية الكنسية ؛ ورئيساً لإحدى لجانها . فمنذ الصغر عاش جدية الحياة المسيحية ليستصلح نفوس كثيرة ، وردَّ كثيرين؛  محققاً في نفسه الانسجام الآبائي ؛ جامعاً في نفسه متناقضات كثيرة مثل"الحزم والبساطة" - "الروحانية والصرامة" ، جاذباً المتناقضين والبعيدين ، وقدوة لغير المؤمنين في الحياة والعمل العام ، أولئك الذين صاروا في رِحاب قلبه أحِبَّة وأحباء محبوبين ؛ وقد أكرمه السيد وكشف له السر ، ليس في لغز ولا في مرآة ؛ بل وجهاً لوجه . فما أحلى الخبرة والعشرة والسلوك والعمل والقدوة التي تسبق وتلازم كل معرفة وقول وخدمة . 

لا شكَّ أن عمله كمدرس وكمربٍّ وناظر لمدارس عديدة ، ضاعَفَ ممارسته للبعد التربوي ؛ سالكاً على خطوات منهج مدارس الأحد نحو صحة التعليم - وصدق الإيمان - والتمسك بالعقيدة - ومواجهة التيارات الغريبة - وحفظ المثل والقدوة الحسنة - مع السلوك الإنجيلي - وصَوْن الإيمان - وضمّ البعيدين - وخدمة المحتاجين والمكروبين. 

اهتم بتجديد الحياة "الكل قد صار جديداً" قلباً جديداً وروحاً جديداً ، تجديد الإيمان والتوبة والعبادة والمعرفة، وحَرِص على أهمية الفهم والروحانية والخشوع والالتزام الأرثوذكسى ؛ لا بالوراثة ؛ لكن بالخبرة والإيمان المُعاش الحي . 

اختاره المتنيح القديس كيرلس السادس ليكون أول كاهن لكنيسة القديس العظيم أنبا اثناسيوس الرسولي بتفتيش السيوف ؛ بعد أنْ كانت جمعية (مارجرجس الشهيرة ب كرياكو) ؛ وقد أتى إلى أرضها البابا كيرلس السادس في الفجر والظلام باقٍ ؛ وحدَّد نطاقها برؤيته النبوية ؛ ورشَّ مياة البركة في محيطها ؛ كي تبدأ بالجامالون وسط الأرض الفضاء والخلاء في ذلك الزمان .

سيم أبونا سمعان بيد المتنيح الطيب الذكر أنبا مكسيموس مطران القليوبية ومركز قويسنا في ٨ مايو ١٩٧٠م، وهناك كانت بدايات تلك الكاتدرائية الضخمة الكائنة الآن ، والتي وطئتها أقدام البابا كيرلس السادس ؛ لتكون أول كنيسة على اسم البابا العظيم أثناسيوس الرسولي ال (٢٠ ) في عهد البابا كيرلس السادس ( ١١٦ ) خليفته ال ( ٩٦ ) في عداد بابوات الكنيسة القبطية .

خدم أبونا سمعان التعليم الكنسى كمربٍّ متخصص وكصديق للمتنيح البابا شنودة الثالث ال١١٧ ؛ فكان ضليعاً في شرح وتفسير قصص وأمثال ومعجزات الكتاب المقدس والطقس والتاريخ الكنسي والعقيدة . وأتقن خدمة الكلمة بنطق الوعظ وعيشة الحياة وخفقات سيمفونية الروح ؛ ليطرق القلوب كصوت صارخ ينادي بالتوبة وبشركة الكنيسة . وقد قام البابا شنودة الثالث برسامته قمصاً في ٩ نوفمبر ١٩٧٦ ؛ ليدبر رعية الله بسلام ومخافة إلى يومه الأخير . حيث أقعده المرض قليلاً حتى عبر بحر الألامات ؛ شاهداً للحق القويم. وأخيراً تنيح بسلام في ١٩٨٥/٤/٨ يوم إثنين البصخة المقدسة بعد خدمة حافلة وحياة كثيرة بالأثمار.

القمص أثناسيوس فهمي چورچ


2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com