Print

لقاء البئر

بقلم منير بشاى

فى بحثه عن الضال ترك المسيح اليهودية ومضى الى الجليل.  وكان لابد ان يجتاز بالسامرةحيث رتّبت العناية الالهية لقاء هاما بينه وبين امرأة ذات تاريخ.  ومن اجل ماضيها المخجل كانت المرأة تتحاشى اللقاء مع الناس فتأتى الى البئر وقت الظهيرة حيث يندر وجودانسان.  ولكن نعمة المسيح سعت لها فوجدتها حيث أتى المسيح الى مدينة من السامرة يقال لها سوخار.  كانت هناك بئر يعقوب فإذ تعب المسيح من السفر وحر النهار جلس على البئر ليستريح.  فجاءت امرأة من السامرة لتستقى ودار بينها وبين المسيح حوارا كاشفا شافيا.  بعض هذا الحوار مسجل فى الإنجيل والبعض الآخر نستطيع ان نستشفه من بين السطور.

المسيح: من فضلك أعطينى بعض الماء لأشرب.

السامرية: كيف تطلب منى لتشرب؟

المسيح: وما المانع؟

السامرية: لأنك رجل يهودى وانا امرأة سامرية واليهود لا يعاملون السامريين.

المسيح: هذه حواجز صنعها الناس.

السامرية: هذا هو العرف المتبع فكيف تتخطاه؟

المسيح: لأننى فوق الاّعراف والعادات.

السامرية: يبدو لى انك بشر ككل الناس تعطش فتطلب الماء.

المسيح: لو عرفتى من يكلمك لطلبتى انت منه فأعطاك ماء حيا.

السامرية: ولكنك انت من تطلب الماء؟

المسيح: نعم.

السامرية: فكيف تعرض علىّ ان تعطينى ماء؟

المسيح: لأن ماء هذه البئر يختلف عن الماء الذى أعطيه انا.

السامرية: هل انت أعظم من أبينا يعقوب الذى أعطانا هذه البئر وشرب منها هو وبنوه ومواشيه؟

المسيح: سوف ترين.

السامرية: ما أراه انه لا يوجد لديك دلو والبئر عميقة

المسيح: الماء الذى أعطيه لا يحتاج الى دلو.

السامرية: فمن اين ستأتى به؟

المسيح: انا هو الماء الحى كل من يشرب من هذه البئر يعطش ايضا ولكن من يشرب من الماء الذى اعطيه أنا فلن يعطش الى الأبد بل الماء الذى اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية.

السامرية: يا ليتنى أحصل على هذا الماء حتى لا اعطش وآتى الى هنا لأستقي.

المسيح: وحتى لا تواجهى نظرات الادانة من الناس؟

السامرية:  ادانة على اى أمر؟

المسيح: انتي تعلمين وانا اعلم.

السامرية: يا سيد كلمنى عن الماء الحى

المسيح: اذهبى أولا وادعى زوجك.

السامرية: ليس لى زوج.

المسيح: أعرف ذلك.

السامرية: تعرف ذلك لأنى قلته لك الآن.

المسيح: بل كنت أعرفه قبل ان تقوليه ولم ارد ان اقوله لك حتى لا اجرح مشاعرك.

السامرية: وكيف اعرف انك كنت تعرفه؟

المسيح: لاننى ٍسأخبرك  ببعض اسرارك التى لم تقولينها.

السامرية: ما هى؟

المسيح: كان لك قبلا خمسة ازواج ومن تعيشين معه الآن ليس هو زوجك.

السامرية: كيف عرفت هذا؟

المسيح:  كل شىء مكشوف أمامى.

السامرية: ارى انك نبى.

المسيح: سترين اعظم من هذا وستعرفين أننى اعظم من نبى.

السامرية: اباؤنا سجدوا فى هذا الجبل وانتم اليهود تقولون انه فى اورشليم ينبغى السجود.

المسيح: تأتى ساعة وهى الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق.  الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغى ان يسجدوا.

السامرية: انا اعلم ان مسيا الذى يقال له المسيح يأتى ومتى جاء يخبرنا بكل شىء.

المسيح: أنا الذى اكلمك هو.

السامرية:  هذا كلام مثير للغاية! لا استطيع ان احتفظ به لنفسى.  لابد أن اذهب لأخبر أهل القرية.

المسيح: ماذا ستقولين لهم؟

السامرية: سأقول لهم تعالوا انظروا انسانا قال لى كل ما فعلت ألعله هو المسيح؟

المسيح: كيف تعيدين ذكر ما فعلتيه لهم- ألا تخشين الفضيحة؟

السامرية: الفضيحة قد تلاشت عندما انار النور حياتى وطهرها.

المسيح: جرّتك هنا على البئر- لا تنسى ان تاخذيها.

السامرية: بعد ان وجدت الماء الحى لم تعد الجرة او هذا الماء يشغلان تفكيرى.

"فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين بسبب كلام المرأة التى كانت تشهد أنه قال لى كل ما فعلت.  فلما جاء اليه السامريون سألوه ان يمكث عندهم فمكث عندهم يومين.  فآمن به أكثر جدا بسبب كلامه وقالوا للمرأة إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن لأننا نحن قد سمعنا ونعلم ان هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم" (يوحنا 4: 39- 42)

This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.