Print

الكاتب والمفكر الكبير طارق حجي يوجه رساله إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد الحادث الإرهابي

سيادة الرئيس : أنا كرجلٍ أعطى معظمَ وقته وجهده وتفكيره وكتاباته لمكافحةِ فكر الإخوان ، يُملي عليّ واجبي الوطني أن أقول لك أنه فى الوقتِ الذى يبذل فيه خيرُ بني الوطن وقتهم وجهدهم وحياتهم لحمايةِ مِصْرَ والمصريين من "الإرهابيين" ، فإن مطابخَ السوءِ التى تنتج الإرهابيين لا تزال موجودةً وبالآلافِ فى شتى ربوعِ مِصْرَ.

يا سيادة الرئيس : أرجوك أن تُكلف أعضاء مجلس العلماء التابع لرئيس الجمهورية برئاسة رجل مثل د. أحمد عكاشة بمراجعةِ وتنقيةِ كل المواد التعليمية بما فى ذلك المواد التعليمية للمدارس والمعاهد والكليات الأزهرية.

يا سيادة الرئيس : حان الوقت لإعادةِ جامعة الأزهر لمجال تعليمي واحد هو الدراسات الإسلامية. أما كليات الطب والهندسة والصيدلة والعلوم والزراعة فتنقل كلها لوزارةِ التعليم العالي وتفتح أمام كل المصريين بغض النظر عن ديانتهم.

يا سيادة الرئيس : آن أوان مراجعة الخطاب الديني والذى طالبت به مراراً وتكراراً ، ولكن كهنةَ الشرِ أعاقوا تحويل طلبك لأمرٍ واقعٍ. وأرجوك ألاّ تعهد لطباخي السم بإعداد الوجبات الجديدة.

لقد نامت مصرُ أمس وفى مآقيها دموع وفى قلوب أبناءها حزن مهول. لذلك إسمح لي أن أُكرر هنا ما أقوله منذ أصدرت أول مؤلفاتي منذ ٤٢ سنة وهو أن محاربة الإرهابيين رغم أهميتها لا تحل محل محاربة الإرهاب.

الإرهابيون أشخاص ، والإرهاب أفكار.

وكلي ثقة أن القائد (سيادتكم) الذى خلّص مصر يوم ٣ يوليو ٢٠١٣ من أبشع العلل والذى يقود من يومها حماية مصر من أسوأ فصيل إجرامي ، سيشرع الآن فى الفصل الأهم وهو محاربة مفارخ الإرهاب كفكر جرثومي فتّاك -

طارق حجّي.