بسبب فتوي إرضاع الكبير
لجنة البحوث الفقهية تطالب بالتحقيق.. ود. عطية يصر علي ما قاله

زينب عبداللاه                                               El-Osboaa

علي هامش اجتماع لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الاسلامية الذي عقد الأربعاء الماضي، ناقش أعضاء اللجنة ما نشرته صحيفة الوطني اليوم من فتوي منسوبة للدكتور عزت عطية أستاذ الحديث بكلية أصول الدين والتي يبيح فيها للمرأة إرضاع زميلها في العمل لاجازة الخلوة بينهما في الغرف المغلقة، وهي الفتوي التي اثارت غضب أعضاء اللجنة وطالبوا بتشكيل لجنة للتحقيق مع د. عزت عطية في هذا الموضوع، ولذلك قرروا عرض الأمر علي جلسة مجمع البحوث الاسلامية القادمة وعلي الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر.

كانت صحيفة الوطني اليوم قد نشرت فتوي للدكتور عزت عطية تبيح ارضاع الكبير لإجازة الخلوة بين الرجل والمرأة ويكون ذلك من خلال خمس رضعات تبيح للمرأة الخلوة مع من أرضعته وكذلك أن تخلع حجابها وتكشف شعرها أمامه. وأشار إلي أن هذا الإرضاع يبيح الخلوة فقط ولا يحرم الزواج، بل وطالب بتوثيق الإرضاع كتابة بتسجيل هذا في عقد رسمي يوضح أن فلانة قد ارضعت فلانا، وهو ما اثار ايضا غضب عدد من نواب مجلس الشعب الذين تقدموا بطلبات احاطة حول هذا الموضوع.
تحدثنا مع الدكتور عزت عطية ليؤكد صحة الفتوي في اطار أن تكون خلوة الرجل والمرأة في مكان مغلق لا يمكن لأحد أن يدخله إلا إذا قام أحدهما بفتحه، وهو ما يحدث في الاماكن ذات الطبيعة الخاصة كالسفارات في البلاد الأجنبية والاجتماعات السياسية الحساسة والهامة وغيرها، أما الأماكن التي يمكن لأي شخص الدخول إليها فلا تعتبر خلوة الرجل والمرأة فيها محرمة، وارضاع الكبير يجوز في الحالة الأولي فقط، كذلك فإن تواجد الرجل والمرأة في السيارة لا يعد خلوة محرمة إذا كان زجاجها كاشفا ويمكن فتحها من الخارج أما إذا كان الزجاج غير كاشف ولا يمكن فتح أبوابها إلا من الداخل فتكون خلوة محرمة، مؤكدا أنه مسئول عما يقوله لانه استند إلي أحاديث الرضاعة للكبير والصغير، ومن ينكر ذلك ينكر جزءا من السنة وينكر حكما شرعيا صحيحا، مشيرا إلي أنه يمكن أن يتم الارضاع بالطريقة الطبيعية وهي التي أقرها الرسول صلي الله عليه وسلم عندما حرم الاسلام التبني، فكان سالم يدخل البيت كابن ثم أصبح بعد هذا الحكم محرما دخوله وخلوته،فاشتكت صاحبة البيت للرسول فقال لها: 'أرضعيه حتي تحرمي عليه وإن كان كبيرا وذا لحية، فأرضعته خمس مرات وصار يدخل عليها، كما أن السيدة عائشة بعد وفاة الرسول كان يدخل عليها الناس لطلب العلم والسؤال فكانت تجعل اختها أو بنات أخيها يرضعن الرجل ليصبح محرما عليها.
وأكد د. عزت أنه يمكن أن يتم الارضاع بصورة غير مباشرة، لكن لا يعتقد أنها الأفضل مما أقره الرسول، مشيرا إلي أنه لن يغير ما قاله لأنه حكم شرعي صحيح.
من جانبه أكد الدكتور عبدالفتاح الشيخ مقرر لجنة البحوث الفقهية ورئيس جامعة الأزهر الأسبق أن هذا الحديث ضعيف، وتساءل: كيف يرتكب الانسان حراما كي يصل للحلال، وكيف تكشف المرأة نفسها وجزءا من جسدها لرجل غريب، بدعوي ارضاعه، وماذا لو حدثت استثارة جنسية ليتطور الأمر إلي ارتكاب الفاحشة بهذه الفتوي التي ستؤدي إلي العبث وارتكاب المحرمات؟!


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com