الملك عطعوط يرُش النِقوط

بلغنى أيها الملك السعيد ، ذو الرأى الرشيد ، والعُمر المديد . إن الملك عطعوط ذو العقال الأحمر المنقوط  والرداء الأبيض والعبايه والزعبوط ، ملك بلاد الجاز والسعوط ، كان محتاساً وفى أمور الخدم موروط ، ومهموماً وعلى عرشه محطوط ، فأخذ الجهاز السحرى الدوار ، ذو الأرقام المربعه ذات الأنواروالذى صنعوه لنا الأمريكان الكُفار ، ليحادث السلطان شحبور الجار ، ليعاتبه  لرفضه مشروع الجسر الجبار ، الذى يربط صحرائه القاحله والجفار ، ببلاد الهيصه والنسوان والإخضرار ، وأخذ الجهاز المسحور ، وراحت أصابعه تطلب الأرقام وتدور ، ورد فى الحال عليه السلطان شحبور ،

  ، وأبلغه أنه زعلان ومقهور ، من رفضه مشروع جسر الجسور ، فقال له شحبور سأعوضك يا صاحب السعاده والسرور بما يدخل عليك النشوه والحبور ، وقام شحبور  مرتبكاً وقال ، يجب أن نجمع الديوان فى التو والحال ، ونستشير الوزراء وأولاد الحلال ، فقال له كبير الديوان بعرور ذو الأفكار والكياسه ، الحل فى يد شوشو بنت كعبور وزيرة النخاسه ، فهى تعرف كيف تخرج الطهاره من النجاسه ، وتغربل الذهب وتجمعه من كوم الكُناسه ،وتجمع للملك عطعوط الجوارى المياسه ، من شلال أسوان لشمال كرداسه ،فوافق السلطان شحبور على الفكره المكيره ، وأذن لرئيس الديوان بعرور بطلب الوزيره ، وفى الحال حضرت بجُعبتها الكبيره ، وأخرجت منها أوراقها الكثيره ، وكتبت مطلوب خادمات مُستنيره ، فقال لها بعرور ذو العين البصيره ، كلا فأكتبى مطلوب كوافيره  للمنازل ومُديره ، فنفذت أوامره وهى صاغية قريره ، ووزعتها على كل الجماهير الغفيره ،فأجتمعت فى ثوانٍ معدودات ، من كل المراكز والمُدريات ، والقرى والبرارى والواحات ، أجمل الصبايا وأحلى البنات ، وراحت تفرزهُن الأطباء والدايات ، ليكُن للسفر لطويل العُمر( الملك عطعوط ) جاهزات ، وتوجس رئيس الديوان بعرور وخاف ، وجرى على سريره وشد اللحاف ، ليغطى وجهه الذى غاص بين الأكتاف ، وفكر كيف يرسل الجوارى بالألاف ، ليرطبن الملك عطعوط ويخففن عنه الجفاف ، فقام فى الحال وورمى بعيداً غطائه ، وخلع الشبشب ولبس شرابه وحذائه ، وهرول ليقابل أبو صابونه رئيس وزرائه ، وقص عليه  حكاية السلطان شحبور وما جائه ، من طلب الملك عطعوط إرسال جوارى له ومَشَاطَات لنسائه ، وصارحه بطلبه لوزيرة النخاسه ورجائه ، ليكون الأمر رسمى فلا يشمت فيه أعدائه ، وحبكها وفعلها بمكره ودهائه ، وصَفَقَ رئيس الوزراء ( أبو صابونه ) بيداه أيما تصفيق ، وهنئه على رجاحة عقله العتيق ، وعلى ذكائه وإستنارة فكره العميق ، وجاءهم السلطان شحبور بالزعيق ، فطمئنوه وقالوا له أن الجوارى فى الطريق ، وأرتفعت قلوع المراكب والسوارى ، التى قد ملؤها بالخادمات والجوارى ، والمدلكات والممشطات وملكات اليمين والسرارى ، ليدخلن البهجه لطويل العُمر ويؤنسن قسوة الصحارى ، ليأخذ ما يكفيه منهُن لليالى الأنس وأحلى العصارى ، ويوزع ما بقى منهُن لشعبه فى القيافى والبرارى ، وإنبسط الملك عطعوط  وفرح بالنسوان ، وأغدق على شحبور الدنانير والذهب والمُرجان ، وهبر معه بعرور  رئيس الديوان ، ولم ينسوا وزيرة النخاسه وتسخير الإنسان ، ونقول يامصر يعينى على الزمان ، راح زمان الأطباء والمهندسين ومعلموا البيان ، بنات نفرتيتى وحتشبسوت  يخدمن الحُفاه العربان ، حسره عليكى يا مصر وشعبك فى الطين محطوط ، مش مهم مدام السلطان شحبور مبسوط ، وحاز رضى طويل العُمر الملك عطعوط ، بفلوسه يتهنى بصبايا مصر والجمال مظبوط ، والوزيره شوشو تلم بعد الفرح النقوط ....          وهنا يحزن شهريار ، على كرامة بلد راحت وشعبه إنهار  .. ولم يصيح الديك فلم يأتى  بَعد النهار ............ مش كده ولا إيه                                 شفيق بطرس  ....


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com