Print
 al masri alyom
صراع الأفيال

 بقلم  مدحت قلادة    ٢٨/٦/٢٠٠٧
حينما تتصارع الأفيال يكون صراعها مدمراً وهذا ما يحدث في مصر منذ انقلاب يوليو وإلي الآن بصورة ظاهرة للعيان، فالأفيال هي النظام المصري والإخوان المسلمون، يتصارعان ضد بعضهما البعض.

 

 والضحية هي مصر والمصريون جميعا، مصر التي أحبها الوطنيون الذين كتبوا كلماتهم الخالدة، تعبيرا عن مكانتها داخل قلوبهم لتبقي كلماتهم مدي التاريخ نبراساً في حب الوطن، مثل أحمد شوقي الذي قال: «وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي»، ومصطفي كامل: «لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا»، وقداسة البابا شنودة الثالث: «مصر ليست وطناً نعيش فيه بل وطن يعيش فينا».

ونتيجة لهذا الصراع أصيبت مصر في مقتل وتغيرت مفاهيم الوطنية والانتماء حيث أدي ذلك إلي:

طغيان مفهوم أهل الثقة علي أهل الخبرة، مما أدي إلي انحدار مصر وانتشار الفساد والإفساد، فتجد حاملي الابتدائية أو شهادة محو الأمية أعضاء في مجلس الشعب أو الشوري.

تحويل مصر إلي دولة بوليسية.

تدجين معظم منظمات المجتمع المدني بترشيح معظم أعضائها في المجالس القومية مثل المجلس القومي لحقوق الإنسان.

العمل علي احتواء أحزاب المعارضة بضم رؤسائها إلي مجلس الشوري.

تسخير الإعلام المسموع والمرئي والمقروء لتخدير الشعب المصري بالأماني والشعارات الوهمية ونشر أكاذيب لتضليل الشعب.

رفع سيف الخيانة ضد المعارضين والوطنيين.

إنفاق موارد الدولة علي أهل الثقة.

إلهاء الشعب بإشعال الفتن الطائفية بين جناحي الأمة بواسطة الإخوان والنظام.

تزوير الانتخابات وضياع سمعة مصر عالميا.

نشر التطرف الديني واستحلال دماء وشرف وأموال الآخر.

المزايدة بين النظام والإخوان علي التطرف لكسب الدهماء والغوغاء.

اختراع خطوط حمراء وصفراء وزرقاء فوق الدستور وتحت الدستور، واللعب علي وتر الدين.

إلغاء مؤسسات الدولة وتحويلها إلي «وان مان شو».

ظهور صحف مرتزقة كشقق مفروشة للإخوان والسلطة لبث سمومهم داخل مصر.

شيوع الابتزاز الصحفي لرجال الأعمال الشرفاء من قبل صحف ومجلات.

إضعاف صاحبة الجلالة وتحويلها إلي صحافة تنفيس فقط.

زيادة الفجوة الاقتصادية بين المصريين واضمحلال الطبقة المتوسطة.

ظهور حيتان جدد في بيع أسمائهم وشرفهم في أسواق النخاسة السياسية والدينية أيضا.

كل هذا يحدث في مصر، فمصر والمصريون ضحية للصراع بين الإخوان والنظام، وأصبح الكل يبكي علي مصالحه الخاصة وضاعت مصر وضاعت أحلام المصريين وفقدت مصر مكانتها وريادتها.

هل سيدرك النظام أن ظهورنا معرضة للخطر وهل سيفهم النظام أن اللعب علي وتر فرق تسد سيدمر مصر؟ وهل سيدرك النظام أن ثورة الجياع قادمة لا محالة وهل سيقوم المصريون من سباتهم ويعيدون لمصر مكانتها ويرفع المصري رأسه من جديد؟!

فصراع الأفيال لن يستمر وتخدير الشعب باسم الدين لن يستمر وستري مصر النور بإذن الله وسيرفع اسم مصر الخالد لأن مصر فوق الجميع والكل زائل والتاريخ لا يرحم.