al masri alyom
العروبة وكلاب الأمير

 بقلم  مدحت قلادة    ٩/٧/٢٠٠٧

 

حينما كنت طفلاً رددت شعر حافظ إبراهيم: بلاد العرب أوطاني وكل العرب إخواني.. إلخ، ومع مرور الوقت أدركت الحقيقة أن لا بلاد العرب أوطاني ولا العرب إخواني، واكتشفت أن العروبة خطر حقيقي علي مصر وعرفت أن مصر بلدي مستهدفة من الإخوة الأشقاء!

وتعجبت من القوميين العرب الذين يشبهون دونكي شوت في صراعه لطواحين الهواء، فالأشقاء العرب اتسموا بالخسة والنذالة مع بعضهم البعض ومع الآخرين أيضاً، وإليك غيض من فيض عن سلوك هؤلاء الأشقاء العرب.

الشقيق صدام يحتل الشقيقة الكويت بمباركة الأشقاء ياسر عرفات والملك حسين ملك الأردن.

الشقيقة سوريا احتلت الشقيقة لبنان ٢٩ عاماً ولا تزال لها يد طولي هناك.

الشقيقة ليبيا تحاول اغتيال الملك عبدالله ملك السعودية الشقيقة. الشقيق صدام يرسل ٥٠٠٠ نعش طائر محملاً بأجساد الأشقاء المصريين جواً.

الأشقاء أمراء وأغنياء الخليج حولوا مصر وسوريا ولبنان والأردن إلي وكر لأهوائهم ورغباتهم مستغلين الحالة الاقتصادية السيئة.

ومن عجب العجاب أن هناك ساسة يتسابقون في تقديم خدمات لهم مثل صاحبة مشروع خادمة ٢٠١٠.

أما عن الأشخاص فتجد أن شرف وعرض وحياة الشعب المصري أصبح مستباحاً للشقيق العربي البدوي وليس له فقط بل لكلابه أيضاً.

كلاب الأمير ترك بن عبدالعزيز هاجمت مواطنا مصرياً وأصابته.

وشيخ آخر قام بسب الشعب المصري واتهمهم بأنهم لصوص ونصفهم حرامية، ولم يتجرأ أحد علي الرد عليه بالطبع ليس لأن السب والشتم قادم من أخ شقيق، بل من أخ ملياردير وعلي رأي المثل «يكفيك شر الحافي إذا تقبقب».

علاوة علي نظام الكفيل غير الآدمي يخول لهم سرقة مال الغلابة من أشقائهم العرب والاعتداء علي النساء «العاملات والخادمات» ولن تجد هذا الأسلوب غير الآدمي واللاإنساني إلا في بلاد العرب بلاد الأشقاء.

وإذا كتبت عن مواقف العرب ما أنهيت مقالي ولكني أتعجب من بعض الكتاب المبدعين ممن يدافعون عن مفهوم عروبة مصر، رغم أن مصر ليست عربية فمصر مجموعة من الحضارات الفرعونية القبطية «سبعة قرون» والرومانية والعربية وانصهرت لتصبح مصر، فالعروبة وحدها هي سبب تخلفنا لأنها أخرت مصر مئات السنين فأين نحن من كوريا؟! التي دخلها يساوي مجموع دخول الدول العربية بمافيها عائدات البترول، أين نحن من اليابان؟! التي بدأت معنا عصر الخطط الاقتصادية؟.

اللغة ليست موطنا ولا هوية، فسويسرا تتحدث الألمانية والفرنسية والإيطالية ولم يستطع أحد الادعاء بأنها ألمانية أو فرنسية أو إيطالية وبالمثل النمسا تتحدث الألمانية ولكن وسط الظلام الحالك يوجد رواد فكر مستنير، وأبناء أوفياء وشرفاء يريدون رفع اسم مصر بالتخلص من الوهم الكاذب والمضلل بعروبة مصر.

ومن سخريات القدر، أنك حينما تأتي إلي سويسرا في مدينة كونستانس مشيا علي الأقدام تجد أنك في ألمانيا بعد ٥ دقائق سيراً علي الأقدام بلا كفيل أو غفير وفي بازل بعد خمس دقائق تجد أنك في فرنسا ومن عجب العجاب أنهم ليسوا إخوة أشقاء، وبالطبع لا يكنون الشر بعضهم لبعض، ولا يزرعون فتنة للدول المجاورة بل يتعاونون علي مصلحة شعوبهم بلا كفيل ودون كلاب الأمير


2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com