إسلاموفوبيا أم مسيحية فوبيا

وحيد حسب الله

إن تعبير فوبيا يعني الذعر والهلع والخوف وبالتالي يساعد ذلك على نشر الكراهية ضد الآخر . وقد ظهر تعبير الإسلاموفوبيا من بعض المنظمات الإسلامية في الغرب ظناً منهم أن ذلك يساعدهم على ابتزاز المجتمع الغربي والحصول على امتيازات ليست من حقهم ، وخاصة بعد 11 سبتمبر 2001 ولكن الحقيقة هي عكس ذلك وإن المسيحية تعاني من فوبيا المسلمين في جميع الدول العربية والإسلامية

وقد صرح سفير الفاتيكان في تركيا أن المسيحية فوبيا " Christianophobie" والتي تعاني منها المسيحية في تركيا والدول الإسلامية (http://fr.altermedia.info/europe/le-vatican-denonce-la-christianophobie-institutionnelle-en-turquie_7498.html ) . وقد أردت استعمال هذا التعبير لوصف الحالة التي تتعرض لها المسيحية في مصر خاصة والعالم العربي والإسلامي عامة .
إن نظرية "لكل فعل رد فعل مساو له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه" يعكس ما تتعرض له المسيحية من هجوم شرس من قبل المسلمين أفراداً وجماعات بما في ذلك الأجهزة الحكومية المصرية على جميع المستويات سواء بطباعة الكتب كما حدث مع محمد عمارة وكتابه الذي يكفر ويحلل فيه دماء الأقباط ونهب وسلب ممتلكاتهم أو الكتاب الذي طبع أخيراً برعاية وزارة الثقافة المصرية ويهاجم فيه عقائد المسيحية ويتهم المسيحيين بتحريف الكتاب المقدس . أو المقالات التي ينشرها مدعي العلم زغلول النجار في الأهرام أسبوعياً .
هذه الحالة تعكس مدى نجاح انتشار المسيحية في مصر والكل يعلم وقد لمحت وسائل الإعلام على وجود متنصرين لا يستطيعون إثبات ديانتهم في هويتهم الشخصيـة . وهذا ليس بغريب في عصر تميز بسرعة وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، فعالم الانترنت أصبح يسمح لكل شخص إن يحصل على ما يريده من معلومات عن أي شيء وفي أي شيء في طرفة عين .
فعلي الرغم من هذا الهجوم الضاري من خلال وسائل الإعلام المصرية والسماح بطباعة كتب تزدري بالمسيحية دون أي رد فعل من الجهات المسئولة لمنع هذه الفوضى المدمرة لمصر ، وعدم إعطاء الفرصة للمسيحيين أن يردوا على الافتراءات المكتوبة ، إلا أن الانترنت والفضائيات قامت على الرغم من كل هذه القيود بإعطاء الفرصة للمسلمين لمتابعة ما يكتب على الانترنت وما يذاع على الفضائيات للتعرف على المسيحية وعقائدها من مصادرها الأصلية وليس عن طريق هؤلاء المضللين الذين فقدوا الحياء ويكيلون بمكيلين . ففي الوقت الذي يناشدون فيه العالم الغربي باحترام حقوق الأقليات المسلمة وخصوصياتهم مستندين إلي قوانين حقوق الإنسان ، يتناسون أنهم أول من ينتهك ويهدر حقوق الإنسان لمواطنيهم الأصليين وليسوا من المهاجرين من المسيحيين أو الراغبين في اعتناق المسيحية ويهضمون حقوقهم وينتهكون أعراضهم ويخطفون بناتهم ويغتصبونهن ويعتدون على كنائسهم بل ويقتلونهم ويمثلون بجثثهم كما حدث في الكشح وغيرها من قرى ومدن مصـر.
ويفرضون الإسلام ديناً على من لا يريد أن يكون مسلماً كما حدث مـع الطفلين اندريو وماريو .
لا تستغربوا أن هناك خوف من انتشار المسيحية ، ليس في مصر فقط ولكن في أنحاء العالم وخاصة في بلاد المسلمين . والدليل على ذلك هو الرسالة التي وجهتها الخارجية المصرية وأحمد أبو الغيط وزير خارجية مصر (على الرغم من أن اختصاصهما هو سياسة مصر الخارجية وليس الدعوة الإسلامية
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=31546 ) لوزير الأوقاف والأزهر يشكو من ضعف موقفهما في التصدي لما يسميه بحملات التبشير في أفريقيا وتقهقر الإسلام وإعلان الأزهر عن عجزه لمواجهة التنصير وانتشار المسيحية في أفريقيا (http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=34335 ) . ولنا أيضاً في الجزائر مثلاً التي صاغت قانوناً لوقف التبشير نظراً لتزايد عدد المتنصرين وهو ما يحدث في المغرب وتونس . وكلما ترك مسلم ديانته وأعتنق المسيحية يخرج علينا من يدعي أنه ترك الإسلام بسبب الفقر والعوز ، أليس الإسلام أكبر وأقوي عند معتنقيه من المسلمين من حفنة نقود أو لقمة عيش ، هل هو رخيص إلي هذا الحد ليفرط فيه صاحبه بسهولة مقابل أشياء مادية ؟
ولنا أن نشير إلي حملات التضليل في وسائل الإعلام المصرية عن تزايد عدد الذين يدخلون الإسلام ويبدوا أنهم يكذبون ويصدقون كذبهم . ففي برنامج "لقاء الجمعة" على الفضائية المصرية كانت هناك مداخلة تليفونية من أحدي السيدات المسلمات في سويسرا تشكي فيها من الوسائل المخزية التي يتبعها "الدكتور" ولم تذكر أسمه وهو توقيع المتزوجات الأجنبيات من مسلمين على وثيقة إشهار إسلامهم على أنها وثيقة زواج وهو أسلوب خداع وتدليس ، وكالعادة تم قطع المكالمة التليفونية قبل أن تدخل السيدة في تفاصيل أكثر خزياً . ثم يذهب الدكتور المحترم للسفارة السعودية ويقبض المعلوم عن الضحية وهو أسلوب نصب واحتيال لا أكثر ولا اقل .
أما بالنسبة لما ينشر من أن الغرب يخشى الإسلام ، فالحقيقة أن الغرب الذي تعامل مع الجاليات الإسلامية بمحبة وتوفير أماكن العبادة لهم ، اكتشف أن هذه الأماكن أو المساجد التي سمح بها تحولت إلي معسكرات حربية يتم فيها تدريب المسلمين المهاجرين على تدبير وتنظيم الاعتداءات الإجرامية على الشعوب التي استقبلتهم وأعطتهم فرصة لحياة أفضل ، فكان رد الجميل هو طعن هذه الشعوب في الظهر كعادة العرب وزعزعة الأمن والأمان اللذان تعود عليهما الشعوب الغربية . فهم لا يخافون من الإسلام بقدر حذرهم من المسلمين الذين اظهروا عدائهم لهم وأعطوهم الدليل والبرهان من خلال الاعتداءات وخطب آئمة المساجد بالتحريض والاستعداد لارتكاب جرائم قتل جماعي ضد هؤلاء السكان وذلك لسبب بسيط هو اعتبارهم كفار ويستحقون الموت . ولكن لم يجبر أحد هؤلاء المسلمين على المجيء للغرب . وهو ما يجعلنا نتأكد أن هناك مخطط لغزو الغرب يشرف عليه أجهزة المخابرات المختلفة للدول الإسلامية وعلى رأسها مصر من خلال الشيوخ المتعصبين وتمويل سعودي سخي وتجنيد أكبر عدد ممكن من الخلايا الإرهابية للقيام بتفجيرات هنا وهناك يكون من نتائجها التدمير والموت الجماعي للأبرياء .
إن ما يحدث لمسيحيي الشرق الأوسط وخاصة الأقباط دليل قاطع على الخوف من المسيحية وانتشارها . وإلا كيف نفسر ما يقوله وزير الأوقاف في العبارة التالية :" وأضاف زقزوق: «العقيدة بين العبد وربه، ولكنه إذا بدأ ينشر وجهة نظره يكون هنا «بيعكر» النظام العام في البلاد ويقع تحت طائلة القانون، وقد يصل الأمر إلي حد الخيانة العظمي، التي يعاقب عليها القانون بالإعدام»، وتابع زقزوق: «إن إعدامه في هذه الحالة ليس (للردة) وإنما لتعكير النظام العام».
إن كان الإسلام من القوة والصلابة ، فهل هو في حاجة إلي حماية من الدولة ومؤسستها ورفع سلاح "الردة" وعقوبته إن تجرأ أحد وتركه ليعتنق ديناً آخر أو مذهب آخر ؟
فكيف تنكرون إن الإسلام أنتشر بالسيف واليوم تهددون كل من يتركه بعقوبة الإعدام ؟
أن التضارب بين ما يقوله المفتي ووزير الأوقاف وشيخ الأزهر بأن المسلم يستطيع أن يغير دينه ، وفي نفس الوقت تنفون هذه الحرية بحجة تهديد أمن وسلام المجتمع ! من الذي يهدد أمن وسلام المجتمع الذي ترك الإسلام وصار مسيحياً أم الجماعات الإسلامية بمختلف أنواعها والتي تعتنق العنف مبدأً لها ؟ المسيحي المسالم أم المسلم الذي يهاجمهم حاملاً سيوفاً أثناء صلواتهم في كنائسهم ؟
فهؤلاء الذين ينشرون المسيحية فوبيا في مجتمعنا المصري أمثال محمد عمارة وزغلول النجار وشيوخ الجوامع ووسائل الإعلام والسموم التي يعلم بها المدرسين الإخوانجية ليست في صالح مستقبل مصر ورخاء شعبه المسلم والمسيحي .
إن احترام حرية الإنسان هو احترام لله نفسه الذي خلق هذا الإنسان حراً وهو وحده الذي يحاسبه على ما اعتقده وأمن به ، وليس لنا أن نتدخل في اختياره الإيماني والمطلوب من هذا الإنسان أن يكون فقط عضواً صالحاً في مجتمعه يعمل الخير ولا يفعل الشر بالآخرين .
فالمسيحية دين سلام ومحبة ، فلماذا ترتعدون منها ومن انتشارها ؟ هل المسيحية تهدد مصالحكم الشخصية ؟
أن المادة الثانية من الدستور المصري الخاصة بدين الدولة الإسلام والشريعة الإسلامية ما هي إلا دهاء من الحاكم الذي أدخلها لتكون سيفاً مسلطاً على رقاب المسلمين قبل المسيحيين وهذا ما يجب أن يفهمه المسلمين .
أما نحن المسيحيون "قد عرفنا وصدقنا المحبة التي لله فينا . الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت الله فيه. بهذا تكملت المحبة فينا أن يكون لنا ثقة في يوم الدين لأنه كما هو في هذا العالم هكذا نحن أيضاً . لا خوف في المحبة بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلي خارج لأن الخوف له عذاب وأما من خاف فلم يتكمل في المحبة . نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً " .
This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com