Print

 
صدامات بين مسلمين ومسيحيين بالإسكندرية تسفر عن إصابة 9 أشخاص

الإسكندرية أحمد حسن بكر (المصريون): : بتاريخ 22 - 9 - 2007

أصيب تسعة أشخاص واعتقل 25 آخرون خلال مواجهات عنيفة بين مسلمين وأقباط بشارع 30 بمنطقة العصافرة بالإسكندرية في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، عشية حفل إفطار الوحدة الوطنية الذي دعا إليه البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية والكرازة المرقسية.
وحسب مصادر أمنية، فقد اندلعت شرارة المواجهات عندما لاحظ بعض الشباب المسلمين في المنطقة، أحد الشباب المسيحيين يدعى سامي رستم (22 سنة) بصحبة فتاة مسلمة يدخل أحد المنازل.

 وحينما اعترضه الشاب المسلم أحمد عبد الحميد (22 سنة) لسؤاله عن سبب صحبته لتلك الفتاة المسلمة وتكرار دخوله بها أحد العمارات ليلاً، تطور الأمر من مشادة كلامية حادة إلى معركة بين الطرفين انضم إليها عشرات المسلمين والأقباط.


واستخدم الطرفان في المشاجرة، الأسلحة البيضاء والحجارة والسيوف وزجاجات المياه الغازية الفارغة، مما أسفر عن سقوط تسعة مصابين، فضلاً عن اعتقال 28 (18 مسيحيًا وسبعة مسلمين) حيث أحيلوا إلى النيابة بتهمة إثارة الشغب وإحداث تلفيات في الممتلكات العامة.
ووفق شهود عيان، فإن الشباب المسيحي ممن أبدوا تضامنهم مع الشاب سامي رستم الذي فجر شرارة المواجهات كانوا هم الأسبق في الاعتداء على الشباب المسلم.


وكانت أجهزة الأمن قد ضربت طوقًا أمنيًا على منطقة المواجهات لمنع تكرار أحداث أكتوبر 2005 التي وقعت بشارع 45 حيث كنيسة أم القديسين وفي إبريل 2006 على خلفية مهاجمة أحد المختلين عقليا ثلاث كنائس ومصرع أحد المسيحيين.


كما كثف الأمن تعزيزاته على جميع الكنائس الموجودة بمنطقة العصافرة، واتخذت إجراءات أمنية إضافية لتأمين المصلين في صلاة التراويح خاصة التي تتم في الخلاء حول بعض المساجد الكبرى.
وقد استعان الأمن بعدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي وكذا بعض رجال المجالس الشعبية والمحلية وأعضاء مجلس الشعب للعمل على تهدئة الأمور والحيلولة دون تصاعدها.
جاء ذلك في الوقت الذي رفض فيه البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية التعليق على تلك الأحداث، وذلك في كلمته التي ألقاها أثناء حضوره حفل إفطار الوحدة الوطنية بالإسكندرية، الذي أقامته الكنيسة المرقسية بالإسكندرية.


وفي كلمته خلال حفل الذي حضره محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب والدكتور طارق القيعي رئيس المجلس الشعبي المحلي للإسكندرية، وعدد كبير من رجال الدين المسلمين والمسيحيين والقيادات الشعبية والسياسية، اكتفي البابا شنودة بالحديث عن التسامح والإخاء وعن الدروس المستفادة من الصيام، مشددًا على أهمية الوحدة الوطنية بين نسيجي الشعب المصري بمسلميه وأقباطه.
وكان عدد من حضور حفل الإفطار من الأقباط يرغبون في إثارة الحديث عن الأحداث الدموية بمنطقة العصافرة، إلا أن عددًا من كبار رجال الدين المسيحي أقنعوهم بعدم إثارة الموضوع لعدم إغضاب البابا.

يذكر أن الإسكندرية كانت قد شهدت في أكتوبر 2005 وأبريل 2006 أحداثًا طائفية بين المسلمين والمسيحيين راح ضحيتها اثنين من المسلمين وأحد المسيحيين.
ووقع الحادث الأول في 14 أكتوبر 2005 أمام كنيسة ماري جرجس والأنبا أنطونيوس بمنطقة محرم بك حيث تظاهر المئات من المصلين بعد صلاة الجمعة في مسجد أولاد الشيخ القريب من الكنيسة المذكورة، احتجاجًا على إعادة عرض الكنيسة المذكورة لمسرحية "كنت أعمى والآن أبصر" لأنها تسيء إلى الإسلام والرسول الكريم والصحابة.


وقد تطورت الاحتجاجات إلى مصادمات عنيفة بين جموع المسلمين الغاضبين وقوات الشرطة التي حالت بينهم وبين الاعتداء على مباني الكنيسة.
وأسفرت تلك الأحداث عن مصرع أحد المسلمين تصادف وجوده في المنطقة لشراء بعض الأخشاب، بالإضافة لإصابة 52 آخرين من بينهم 13 من رجال الشرطة، بينهم ضابط برتبة عميد كما أحرق المتظاهرون وقتها أربع سيارات للشرطة والأهالي.


وأصدر المجلس الملي للأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية في 16 أكتوبر 2005، بيانًا أعترف فيه بعرض الكنيسة للمسرحية المذكورة التي أساءت للإسلام وللرسول الكريم، لكنه قال إن عرضها كان داخل أسوار الكنيسة فقط وفي مكان مغلق وفي إطار محاربة ما أسماه "الإرهاب".


في حين وقع الحادث الثاني صباح 14 أبريل عام 2006، عندما هاجم أحد الشباب المختل عقليا ويدعى محمود صلاح الدين عبد الرازق (28 سنة) ثلاث كنائس بالإسكندرية وطعن ستة أشخاص داخل وخارج تلك الكنائس، مما أسفر عن مصرع نصحي عطا جرجس (78) وإصابة خمسة آخرين. وأكدت تحقيقات النيابة أن هذا الشاب كان يعمل حلوانيا ويعاني اضطرابات عصبية وتم إعفاؤه من الخدمة العسكرية لهذا السبب، وقد أمرت النيابة وقتها بحبسه.


وفي اليوم الثاني 15 أبريل 2006م، اندلعت مصادمات دامية بين المسلمين والمسيحيين في شارع 45 بمنطقة العصافرة حيث توجد كنيسة القديسين بنهاية هذا الشارع، وأسفرت عن إصابة 22 شخصا منهم ثلاثة من رجال الأمن وسبعة أقباط و11 مسلمًا، وتوفي أحد المسلمين متأثرًا بجراحة بعد ضربه بقطعة حديدية.