Print

 محمد عمارة والرقص بين الشيوعية والإسلام

 بقلم دكتور وحيد حسب الله

كثيرون لا يعرفون الأصول الأيدلوجية لمحمد عمارة ولكن قليلون يعرفون أن محمد عمارة هو شيوعي الفكر والعقيدة من أعلى رأسه حتى أخمس قدميه على الرغم من تغييره جلباب الشيوعية وارتداء قميص الإسلام .

الأقباط لا ينسون مطلقاً الهجوم المتواصل لمحمد عمارة على عقيدتهم وإيمانهم دون أن تتحرك الحكومة لتنفيذ القانون المسمى "قانون حماية الوحدة الوطنية" أو أن تعطي لنا وللعالم مثالاً واحداً عملياً ضد هؤلاء . ولذلك فهي عندما تصرخ مطالبة الأمم المتحدة باستصدار قرار لحماية الأديان من الازدراء على الرغم من أنها  لا تطبق ذلك عملياً ، فمن المفترض أن تنفذ بدون أن تنتظر أية قرارات حتى تثبت للعالم حسن نواياها هي والدول الإسلامية الأخرى . لكن من الواضح أن الدولة لا تعترف أصلاً بأديان أخرى بخلاف الإسلام وما تنادي به أمام الشعوب والدول الأخرى ما هو إلا مناورة من مناورات التقية الإسلامية .

فمحمد عمارة هو مثل واضح بين شخصيات كثيرة معروفة بكراهيتها للمسيحية في مصر . لأنه - أي عمارة - شيوعي الفكر والمنهج والأيديولوجية . فقد بدأ حياته شيوعياً كما شهد الكثيرين بذلك وهو ككثيرين تركوا الشيوعية شكلاً وانتقلوا للإسلام ظاهرياً بنفس الفكر والأسلوب والهدف . ففكره وأسلوبه يتمركز حول نقطة واحدة هي إبادة الأخر إذا رفض أن يعتنق فكره كما حدث في دول المعسكر الشيوعي فلا مكان لأي إنسان يعتنق غير الشيوعية ، أما الأسلوب فيتمثل في كراهية الأخر والهجوم عليه وازدراءه وإجباره على اعتناق ما لا يقتنع أو يؤمن به . وهو يستخدم في ذلك أسلوب الشيوعية الإعلامي القائم على الكذب وانتفاخ الذات مثل البالون شكلها كبير ولكنها فارغة من الداخل .

- محمد عمارة تاجر غشاش

محمد عمارة كالتاجر الغشاش لا يؤمن أساساً بما يبيع بقدر إيمانه بما يربح من وراء بضاعته الفاسدة . وهو ما لاحظه العالم في صفوة القادة الشيوعيين كتجار مبادئ يريدون الربح الشخصي من وراءها وقد فرضوا بيع بضاعتهم الفاشلة والفاسدة على الآخرين بالقوة أي بالحديد والنار والقتل والإرهاب . ولكن مع مرور الوقت ظهر فشل هؤلاء التجار وبضاعتهم الفاسدة عندما أدركت الشعوب أنهم ضحية لمجموعة من النصابين والمحتالين الذين يتنعمون وحدهم بالخيرات بينما شعوبهم تكتفي فقط بما يسقط من موائدهم أي القليل جداً . وهو ما فعله محمد عمارة عندما أدرك أن الشيوعية كمذهب سياسي في وسط متدين سوف لا تجلب عليه إلا المصائب والخسارة ، فقرر أن يشتري ويبيع بضاعة الإسلام التي تسمح له بالتكسب على حساب عامة المسلمين البسطاء والذين يجهلون القراءة والكتابة والمعرفة . واستعمل معهم نفس الأسلوب الشيوعي ولكن ببضاعة إسلامية قديمة عتيقة لا تصلح للعصر الحاضر حتى يفرض نفسه عليهم ويبهرهم بطريقته وملابسه بعد أن أضاف ملابس العربان حتى تكون التمثيلية كاملة ويقتنع جمهور المسلمين به .

فمحمد عمارة كشيوعي كان هدفه محاربة الرأسمالية والامبريالية الغربية ولكنه كمسلم غير فقط اسم العدو الخارجي وبدله ليصبح العدو الصليبي والصهيوني . فما فشل فيه من خلال الشيوعية حاول أن ينجح فيه من خلال الإسلام . فالشيوعية كانت بالنسبة له وسيلة يحارب بها الوجود الاستعماري في مصر والدول العربية والإسلامية وبما أن الشيوعية كانت مرفوضة من الشعوب الإسلامية نظراً لرفضها للأديان ، تنبه محمد عمارة وترك الشيوعية واتخذ من الإسلام وسيلة أخرى وخاصة بعد نكسة يونيو 1967 وبداية ظهور التيار الديني المتشدد والذي أخذ ينمو ويتزايد في عهد السادات الذي قال لا مكان لملحد في مصر .

فمحمد عمارة رجل دموي ذو شخصية تتميز بالعنف ويشهد على ذلك كتاباته التي دائماً يستشهد فيها بما كتبه الفقهاء الدمويين . بالإضافة إلي أن أي إنسان يستطيع أن يرى ذلك من خلال لقاءاته التليفزيونية في "لقاء الجمعة"  فهو يتكلم بحد وعنف وحقد وضغينة ضد الغرب محاولاً أن يبين أن المجتمعات العربية والإسلامية أفضل حالاً أخلاقياً وسلوكياً من الغرب المسيحي في نظره ، فهو في الأساس يهاجم المسيحيين والمسيحية بما فيهم مسيحي الشرق ليحرض عامة المسلمين ضد الغرب وضد المسيحيين .

هذا ليس بغريب على محمد عمارة وهو الذي يؤمن بفقه ابن تيمية وتلميذه محمد بن عبد الوهاب مؤسس الوهابية ومملكة آل سعود الذي خرج من كنفهما الإرهاب الإسلامي الذي يعاني منه العالم أجمع محاولاً أن يضفي عليهما صفة الإسلام الصحيح وأنهما كانا نابغين في علمهما وفقهمـا مضللاً المسلمين بتجاهله أن تعاليم ابن تيمية والوهابية تتناقض مع الإسلام السني . فهو كالتاجر يخفي عيوب بضاعته وضررها على المجتمع الإسلامي مستغلاً جهل غالبية المسلمين بالقراءة .

وأود أن أذكر للقراء المسلمين خاصة بعض ما هو مكتوب على موقع "أهل السنة والجماعة"  بخصوص  مؤسس الوهابية وابن تيمية : حقيقة الفرقة الوهابية وشذوذها عن أهل السنة والجماعة التي يتبناها محمد عمارة

وسنورد هنا ملخص لأهم عقائدهم وهي أنهم الوهابية يحرمون التوسل برسول الله ويقولون المتوسل بغير الله مشرك ويحرمون زيارة قبر النبي الاحتفال بالمولد النبوي أو التبرك بآثار النبي ويعتبرونه شرك " كما فعل صلى الله عليه وسلم في حجة الجعرانة حيث حلق شعره وقسمه بين الصحابة للتبرك كما في البخاري. وكذلك لما قلم أظفاره ووزع قلامة أظفاره على الصحابة" . أنهم يحرمون الصلاة على النبي بعد  الآذان جهراً .

وكتب وائل عبد الفتاح في جريدة الأخبار اللبنانية عن محمد عمارة بعد أزمة كتابه "فتنة التكفير بين الشيعة والوهابية والصوفية" بأنه " أستاذ متخصص في تهييج النرجسية، وشحن العقول العاجزة عن التفكير بسموم معاصرة… واذا حذفت كلمة «الاسلام» من كلماته، سيخيّل إليكَ أنّه يقرأ بياناً للحزب النازي. يتحدث بمنطق مخيف، يوزع الاتهامات… ويعطي صكوك الغفران. إنّه «زعيم» بلغة أهل السياسة، و»فتوة» بلغة الشارع ــ كما كان تقريباً وهو في تنظيمات الماركسيين السرية."

فمحمد عمارة محدود الفكر مثله مثل غيره ممن أصبحوا عملاء للسعودية باعوا ضميرهم ووطنهم ولا يعي مدي خطورة ما ينشره من تعاليم تحريضية ضد المسيحيين المصريين فكل كتاباته ، كما يقول وائل عبد الفتاح في "جوهرها تكفير كل من لا يؤمن بالاسلام. فالتكفير لا يعني النظرة المتعالية فقط على اتباع الديانات الاخرى. إنما هو عملية «اقصاء» سياسي واجتماعي، ودعوة غير مباشرة إلى القتل واستباحة الدماء، وربما الطرد خارج البلاد. فكرة تكفير الاقباط مرت في كتاب محمد عمارة بطريقة عابرة. ولم يتوقع هو أن يكتشفها أحد. إذ كان هدف الكتاب شرح فظائع التكفير بين الفرق الاسلامية، وتأثيرها في انشقاق وحدة الأمة. ولكي تكتمل الدعوة، لا بد من صناعة عدوّ، وتحديد هوية الكافر الملحد الذي يخلد في النار بعد الموت، ويستباح دمه وأمواله في الحياة. هكذا جاءت فكرة تكفير المسيحيين (واليهود طبعاً) باعتبارهم كذّبوا النبي محمد."

فالخطأ ليس فقط خطأ محمد عمارة ولكن كل من شارك في صناعته هو وأمثاله ، الدولة التي أصبحت غابة بلا قانون ولا نظام وأصبحت ساحة مفتوحة لمجموعة من المجرمين مدعي العلم ولكنهم في الواقع سفاحين وسفاكي دماء يعشقون الظلم فليس فرق بينهم وبين النازية أو الشيوعية في أساليب تعاملها مع البشر بوحشية .

ونختم بالقول أن طامة مصر الكبرى أنه يوجد بها مئات الآلاف من محمد عمارة . وليتعطف الله على مصرنا ويخلصها من هؤلاء الخونة.