Print

أسقف الأقباط لقنشرين :الأحداث الطائفية في مصر سببها التخلف وعدم قبول الآخر

موقع قنشرين 
نيافة الأنبا انتوني أسقف الأقباط فى ايرلندا واسكتلندا وشمال شرق انجلترا وتوابعها ،من مواليد 15 / 1 / 1954 ،حاصل على بكالوريوس هندسة مدنية بتقدير جيد جداًَ من جامعة عين شمس في جمهورية مصر العربية عام 1977، التحق بالخدمة العسكرية في اكتوبر 1977 واستمر حتى اكتوبر 1980 بسلاح الهندسية ( ضابط احتياط ) ،ورحل دير الأنبا بيشوي كطالب رهبنة في اكتوبر 1980،وفي  29 مارس 1981 ترهبن باسم الراهب اكسيوس الانبا بيشوي .
 .
ـ بجانب الحياة الروحية كان الانبا انتوني يعمل في الإنشاءات داخل الدير،وفي 9 سبتمبر 1984 رسم قساً ،ومن سبتمبر 1985 إلى يوليو 1990 خدم في سويسرا ( في القطاع الألماني والفرنسي ) .
ورسم الأنبا انتوني قمصاً يوم 23 ديسمبر 1989 ،ومن عام 1990 حتى 1995 خدم في المملكة المتحدة ( انكلترا ) واسكتلندا و ايرلندا ونيوكاسل وكنت .
ـ في عام 1995 تم رسمه أسقف على ايرلندا واسكتلندا وشمال شرق انكلترا وتوابعها بيد قداسة البابا شنوده الثالث .

ـ هذا وقد أجرت أسرة قنشرين مع نيافته الحوار التالي:

ـ نيافة الأنبا انتوني ما مدى نجاح خدمة نيافتكم في الغرب ، وهل تتزايد مسؤولية الأسقف في بلاد المهجر عنها داخل مصر؟وما مدى متابعة الكنيسة القبطية لأبنائها في المهجر؟

ـ نرى في سفر الأعمال ( 9 : 31 ) و اما الكنائس في جميع اليهودية و الجليل و السامرة فكان لها سلام و كانت تبنى و تسير في خوف الرب و بتعزية الروح القدس كانت تتكاثر .
نشكر ربنا وبعون المسيح وبركته يوجد حوالي 14 كنيسة  و 17 كاهن ودير للرهبان وهذه هي البداية .

ـ بالنسبة لمسؤولية الأسقف في بلاد المهجر، فلكل مكان مسؤوليته .. ولكل مكان متاعبه في الخدمه .. ولكل مكان حلاوته  وبركته من ربنا .. سواء داخل مصر او خارج مصر
ان مسؤلية الأسقف واحدة .. وهي المساعدة في خلاص كل واحد , اقرأ حزقيال 34 تعرف كم هي مسؤولية الراعي .

ـ إن متابعة الكنيسة القبطية لأبنائها في المهجر  يتم من خلال إنشاء الكنائس ,  وتأسيس أديرة في المهجر , وعقد مؤتمرات للشباب ,وسيامة أساقفة لدول المهجر ،وتأسيس معاهد لاهوتية بالخارج , زيارة مستمرة من قداسة البابا للمهجر , اجتماع الأباء الأساقفة معا في مصر مرتين على الأقل سنوياً , عمل استمارات للأباء الكهنة في المهجر .


ـ ما مدى ارتباط الشبيبة لديكم بالتعاليم الكنسية ومحبتهم بالالتفاف حولها ؟
ـ نشكر ربنا بسبب الرعاية المكثفة من الأباء الكهنة والخدام والافتقاد المستمر واعطاء دور حيوي للشباب في انشطة مختلفة تخص الكنيسة ،وعقد اجتماعات ومؤتمرات منتظمة للشباب سواء عن طريق كل كنيسة ،او مؤتمرات عامة لشباب اوربا ككل . وهنا نذكر قول قداسة البابا شنوده الثالث " الكنيسة بدون شباب كنيسة بدون مستقبل " وكما قال أحد الشباب أيضاً " شباب بدون كنيسة شباب بدون مستقبل " .


ـ ما مدى تقبل الشعب الاستكلندى والايرلندي للشعب المصري بصفة عامة والأقباط بصورة خاصة؟ وهل تربطكم بهم علاقات على الصعيد الكنسي أو الاجتماعي؟
ـ الأقباط حالياً ( الشعب المسيحي المصري ) في المهجر أصبح من نسيج البلاد التي نعيش فيها ..
فكلمة قبطي حاليا ممكن ان تعني قبطي انكليزي .. او قبطي ايرلندي .. او اميركي .. او قبطي مصري .. حيث ان الاقباط انتشروا في كل مكان من الصين الى بوليفيا والبرازيل وجزر المحيط الهادي وطبعا يوجد قبول كبير بيننا وبين الشعوب المعاشة.
كما توجد طبعا علاقات قوية على الصعيد الكنيسة حيث نجتمع معاً كقادة الكنائس في حفرة الوحدة الكنسية والمؤتمرات المشتركة .

ـ ما رأي نيافتكم في الأحداث الطائفية المؤلمة التي تثار كل يوم في جمهورية مصر ،فمن حين لآخر نسمع بمشاكل بين المسلمين والأقباط ومعظمها تؤدي إلى القتل ..فما هي برأيكم الأسباب الحقيقية وراء هذه الظواهر المؤسفة ..؟ وهل هناك غايات قريبة أو بعيدة لإشعال مثل هذه الفتن.؟ وما هي مقترحاتكم وحلولكم تجاه هذه المسألة؟
ـ إن الاحداث الطائفية في مصر سببها التخلف وعدم قبول الآخر ... وأيضاً التعصب الشديد .. واستخدام بعض منابر الجوامع في كراهية المسيحيين، حتى المدارس الآن فأولادنا يشكون من المعاملة السيئة .
 مئات الكتب والمقالات في مصر تهاجم المسيحية وقيادات الكنيسة وهناك بعض البرامج التلفزيونية التي  تهاجم المسيحية أيضاً بطريقة مباشرة أوغير مباشرة كل ذلك يؤدي إلى الفتنة .
فمن بداية الأحداث الطائفية في موقع السويس عام 1951 حتى 2007 وبالرغم من قتل الأقباط وحرقهم في الشوارع لم نرَ حالة واحدة حكم عليها بالإعدام او بأحكام شديدة .

ماهي الحلول بنظركم ؟
الحلول تبدا من المدارس ووسائل الاعلام والقضاء والشرطة وهي مجموعة متكاملة يتم فيها التنوير وازالة الجهل بالتعليم فيكون هناك العدل والمساواة.
ـ إن تعليم الأفراد ما هي حقوق الإنسان وكيف يتم التعامل بدون قيز من عقيدة او دين او جنس او غير ذلك ،أمر هام للغاية.

ـ حقوق المواطنة وحق بناء الكنائس في جمهورية مصر من أهم الأسباب التي تقود إلى مشاكل العنف... ما هي الحلول برأيكم..
ـ حقوق المواطن كلمة عامة تحمل اشياء كثيرة كما قلت هو عدم التميز والمساواة بين الجميع ولكن كيف يتم هذا وسط تخلف وتعصب وكراهية شديدة من جانب بعض المسلمين المتعصبين.
على سبيل المثال مرشد للأخوان المسلمين يتكلم عن الأقباط  أنهم درجة ثانية وآخر يقول لابد من جعل حياتهم جحيم ليدخلوا الإسلام وأشياء أخرى كثيرة .
أما حق بناء الكنائس فهو شيء صعب جدا جدا مازال القانون  هو المسيطر في التعقيد، فببناء أي كنيسة ووصل الحال الى انه في حال اصلاح دورة مياه لابد من الحصول اولا على تصريح وقرار رسمي من رئيس الجمهورية ..!! ،فتصورا كم ان الأمر غاية في الصعوبة ... ولكن ربنا موجود .

ـ هل الأصلح للشباب القبطي الهجرة أم التمسك بالحياة والعيش المشترك لأخذ دورهم واثبات وجودهم .
الإجابة على هذا السؤال صعب ،كيف نطلب من 15 مليون قبطي ان يتركوا بلادهم شيء صعب للغاية ، لكن الهجرة تكون مرتبطة بحسب حال وظروف كل واحد منهم وحسب ارادة الله .
وهناك نتذكر قول الرب لإبراهيم ‘‘اذهب من أرضك، ومن عشيرتك، ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك. فأجعلك أمة عظيمة، وأباركك وأعظم اسمك، وتكون بركة. وأبارك مباركيك، ولاعنك ألعنه، وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض.’’ (تكوين 1:12-3)

فالأقباط الذين تركوا مصر إلى بلاد أخرى لم ولن ينسوا مصر، لأن مصر تعيش في داخلهم،وفي المهجر بنوا كنائس وأديرة ومعاهد لاهوتية في كل مكان في العالم .

ـ ما هي أهم المشاكل التي يعاني منها الشباب في المهجر ،وما الذي يقدمه أقباط المهجر لإخوانهم في مصر ،وهل ترون أن منظمات أقباط المهجر جزء من حل المشكلة القبطية؟
ـ المشاكل التي يعاني منها الشباب في المهجر هو الاختلاط بالعالم واكتساب العادات السيئة من الشعوب التي نعيش معها،لكن في هذا المجال نحن نشجع اولادنا باكتساب الاشياء الجيدة في هذه المجتمعات من احترام الجميع والالتزام الجيد بالمواعيد والصدق في المعاملة والعلم والجدية في العمل .
نحاول ان نجعل الشاب القبطي ناجح في كل شيء في علاقته بربنا وعلاقته بالآخرين وفي علاقته مع نفسه على سبيل المثال دانيال النبي والثلاثة فتيه القديسين في العهد القديم
يقول الكتاب المقدس : ( اما دانيال فجعل في قلبه انه لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه )
دانيال ( 1 : 8 )
بالرغم من الوسط الذي كان يحيط بدانيال النبي واوامر الملك لكنه تمسك بربنا وبحياته معه وهكذا الثلاثة فتيه وايضا القديسين .
هنا نؤكد للشباب اننا نعيش في عالم، ولكن لا نسمح للعالم ان يعيش داخلنا وهنا الكنيسة تذكرهم في كل قداس بقول القديس يوحنا الحبيب ( لا تحبوا العالم ولا الاشياء التي في العالم.. إن أحب احد العالم فليست فيه محبه الأب لان كل مافي العالم شهوه الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ليس من الآب بل من العالم او العالم يمرض وشهوته واما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت الى الأبد ) ( 1 يو 2 : 15 – 17 )


ـ كيف ترون رسالة البابا شنودة الأخيرة والتي طالب فيها الرئيس مبارك «برفع الظلم عن الأقباط»؟
ـ بالنسبة لرسالة البابا شنوده الأخيرة الى السيد حسني مبارك .. هو رفع انين الشعب المضطهد، حيث يوجد ظلم عليه ،وهذه الرسالة وّقع عليها جميع الأساقفة الأقباط إلى رئيس الجمهورية فهناك هجوم وافتراء على المسيحين ونتذكر هنا أحمد ديدات
فهل عندما يرد احد على هؤلاء بنفس الاسلوب هل هذا خطاً ؟!!عندما نريد ان نحكم على شيء او ظاهرة تدرس كل الجوانب .
 

ـ ما يقوم به الأب زكريا بطرس لدى ظهوره على الفضائيات هو فعل إيجابي أم سلبي! وإن كان إيجابي هل هو مناسب بشكله الحالي ؟
انه فعل ايجابي عندما يكون هناك توعية وحرية في التعبير والحوارات الجادة ،فالتعصب والجهل موجود قبل القمص زكريا بطرس ،فأحداث الزاوية الحمراء , الخانكة , الكسح , موت الأقباط  كل هذه الأحداث تمت قبل القمص زكريا بطرس .
يقول الكتاب ( إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق ولعدل من البلاد فلا ترتعب من الامر لان فوق العالي عالياً يلاحظ والأعلى فوقهما ) ( جامعة 5 : 8 )

مايقوله القمص زكريا بطرس من يريد ان يحكم على هذا ان يدرس كل الجوانب ،فقد ذبح المسلمين المتعصبين اخوة في الأربعينات وشاهد وسمع مئات البرامج التي تهاجم المسيحية على القنوات التلفزيونية الحكومية
على سبيل المثال :
ـ الشيخ متولي الشعراوي
ـ محمد عماره
ـ سليم العوا
ـ الشيخ الغزالي وآخرون كثيرون
مع مئات الكتب المنتشرة في الأسواق .

أخيراً ما هي نصيحتكم الرعوية للشباب المسيحي بالشرق والمهجر ؟
تمسك بعقيدتك ... بمسيحيتك ... كن ناجح في دراستك ... وفي عملك ... كن ايجابياً مع الآخرين وناجح في مجتمعك ... ليكن لك دوراً ايجابياً في كل شيء ... ولكن أولا اجعل الله في قلبك وسوف تكون ناجحاً في كل شيء فيما بعد .
وهنا نتذكر بيت الشعر الذي قاله قداسة البابا شنوده الثالث على لسان يوسف العبدلله 
( سأطيع الله حتى لو اطعت الله وحدي ) 

نشكركم نيافة الأنبا انتوني أسقف الأقباط فى ايرلندا واسكتلندا وشمال شرق انجلترا وتوابعها على هذا الحوار الثمين ،على أمل أن نلتقي في حوارات مستقبلية أخرى