الأقباط متحدون في حوار مع الناشط القبطي منير بشاي بمناسبة صدور كتابه الجديد "هموم قبطية"

العمل القبطي حالياً يمتلك الكثير من الإمكانيات
لا أحمل في حياتي قصة اضطهاد
تعرفت على د.كاراس من خلال كتاباته
أجرى الحوار: شفيق بطرس
**لمن لا يعرفكم رجاء تسليط بعض الأضواء عن من هو منير بشاي؟


هذا سؤال من الصعب أن يجيب عليه منير بشاي، فأنا لست متأكداً أنني أعرف كل شيء عن نفسي، وأسأل نفسي باستمرار من أنا؟ وفي كل يوم أكتشف عن نفسي أشياء جديدة، ولكن بصفة عامة أظن أنني إنسان عادي، هادئ الطباع، محافظ، ومتدين، ولا أميل إلى الراديكالية أو العنف مع أنها صفة غالباً تجدها في الدعاة والناشطين السياسيين. وفي نفس الوقت لا أقبل التفريط في الحقوق، وأميل للعيش طبقاً للقول المأثور لا تكن ناشفاً فتُكسَر أو ليّناً فتعُصَر. ولي عداء شخصي مع الظلم فلا أقبله سواء في حياتي أو حياة الآخرين، وأحاربه بشراسة. وربما هذا ما دفعني إلى الانخراط في هذا العمل الحقوقي.


وميولي الدينية واحتكاكي بجماهير الشعب القبطي جعلني أدرك أننا شعب متدين بطبيعته، وكما كان للدين تأثيره الايجابي في صلابتنا وقدرتنا على الصمود أمام مواجهة أعاصير الاضطهاد عبر العصور، إلا أن التدين الخاطئ يمكن أن يكون عاملاً سلبياً هداماً في حياتنا إذا أستخدم كوسيلة لتشجيع الأنماط السلبية في التواكل بإلقاء تبعة كل شيء على المشيئة الإلهية بينما يحدث إلغاء للدور البشرى. وقسم كبير من كتابي الجديد يتناول موضوع تصحيح بعض هذه المفاهيم الدينية المغلوطة.


أما عن خلفيتي، فأنا من مواليد مدينة أسيوط في صعيد مصر وعشت فيها حتى إتمام دراستي الثانوية. ثم بعد ذلك قمت بهجرتي الأولى إلى القاهرة للالتحاق بكلية الآداب جامعة القاهرة، بعد التخرج اشتغلت في القاهرة وتزوجت وعشت ومارست نشاطي الذي كان أساساً دينياً ولم تكن لي صلة بالسياسة، وفي عملي تلامست مع معاناة الأقباط ورأيت ممارسات التحيز ضدهم بسبب الدين ولكنني شخصياً لا أحمل في حياتي قصة اضطهاد. ورغم كل المشاكل استطعت أن أشق طريقي وأن أترقى إلى وظيفة رئيس قسم في وزارة التعليم العالي في سن صغير.


في سنة ١٩٦٩ قررنا كأسرة الهجرة، وهي الهجرة الثانية في حياتي، هذه المرة إلى خارج البلاد والتي أتت بنا إلى الولايات المتحدة. ولكن وإن كنت قد هاجرت من مصر فمصر لم تهجرني أبداً، وغيابي عن مصر لمدى نحو أربعة عقود لم يأمركني أو ينسيني جذوري المصرية القبطية الفرعونية التي حرصت على أن أبثها في أولادي وأحفادي وهي موضوع كلامي مع الناس هنا باختلاف جنسياتهم أو في كتاباتي.


بدأت حياتي المهنية في أمريكا من أول السلم، وعن طريق التدريبات والدراسة الجانبية استطعت أن أصل إلى وظيفة مهندس ميداني في الشركة التي أعمل بها، وهو تخصص يختلف تماماً عن خلفيتي السابقة في الدراسة والعمل في مصر، وبعد عمل لمدة 25 سنة قررت التقاعد، أو في الواقع قررت بدء مشواري الثاني للعمل التطوعي الحقوقي الذي يستحوذ الآن على كل وقتي واهتمامي.
**من خلال حواري مع أحد أقطاب العمل القبطي بالمهجر ذكر لي تواصل د. شوقي كراس معكم –هل يمكنكم توضيح هذه العلاقة-؟
د. شوقي كراس رجل عظيم ومخلص بلا حدود للقضية القبطية التي كانت تشغل كل فكره ووجدانه، وقد تعرفت عليه أولاً عن طريق قراءة مقالاته في مجلة الأقباط. وكان لهذه المجلة التأثير الكبير على تحويل فكري نحو الإحساس بمأساة الأقباط. ثم بعد ذلك أتيحت لي فرصة التعرف به شخصياً وبدأت معه علاقة صداقة وشراكة في العمل، وقد لمست في الدكتور شوقي كراس أنه إنسان صادق المشاعر، لا يعرف الرياء، ويعطيك الإحساس بالراحة والاطمئنان عندما تتواصل معه، وهو رجل يمثل الصعيدي الشهم والجريء، لا يخاف ولا يخشى في الحق لومة لائم، ومع ذلك فهو إنسان لطيف رقيق المشاعر، يسرع في حنو إلى تلبية نداء كل من يسعى إليه طلباً للمساعدة.


**كيف ومتى بدأ تفعيل العمل القبطي في منطقة كاليفورنيا؟

كانت نقطة البدء الجَدي في عملنا الحقوقي في كاليفورنيا هو خريف عام ١٩٨۱ عندما وصلتنا الأخبار المحزنة بقرارات الرئيس أنور السادات بتوجيه ضربته الأليمة إلى الكنيسة والتي أستبعد فيها قداسة البابا شنوده عن كرسيه وحدد إقامته في الدير ثم قبض على الكثيرين من رجال الكهنوت وأراخنة الشعب ووضعهم في السجون، وقد قمنا في كاليفورنيا بقيادة أثنين من الآباء الكهنة بعمل مكثف على مدى عدة سنوات لتعريف العالم الخارجي بما يجري في مصر.


عملنا الاجتماعات الكثيرة في البيوت والكنائس وفي القاعات العامة، وقمنا بطبع المنشورات، ونظمنا المسيرات، وأمكننا أن نجعل القضية حية أمام الإعلام الأمريكي والعالمي. ومن مجموعة الناشطين هذه تكونت نواة منظمتنا التي أطلقنا عليها منظمة أقباط كاليفورنيا التي كانت تمارس نشاطها حتى قبل أن تسجل رسمياً في ولاية كاليفورنيا وفي الحكومة الفيدرالية سنة ۱٩٩۲.
 

 

**ما هو تقييمكم للعمل القبطي في المهجر في الفترة الحالية، وهل لكم رسالة تريدون توجيهها لنشطاء المهجر تعبر عن أمنيتكم بالنسبة للعمل القبطي في عام ۲٠۰٩؟


العمل القبطي في الفترة الحالية يمتلك الكثير من الإمكانيات التي لم تكن متوفرة لدينا في الماضي وعلى الأخص زيادة الإمكانيات المالية وتوفر تقنيات حديثة لم تكن موجودة قبلاً. ولكن لا أخفي أن الحركة القبطية تعاني من التفكك والتخبط وأمنيتي بالنسبة للعام الجديد أن نطرح الخلافات الشخصية جانباً وأن ندخل مرحلة ناضجة للتعامل مع بعضنا البعض وقبول الآخر حتى في وجود مساحة لبعض الخلافات فالتواصل كفيل بإذابة الحاجز الجليدي السميك الذي يفصل بيننا ويعود تدريجياً بعلاقات الود التقليدية.
 

**ما هي قصة كتابكم الجديد وكيف ظهرت فكرته إلى النور؟

قصة كتابتي في الهموم القبطية يعود الفضل فيها أيضاً إلى المرحوم د. شوقي كراس، فقبل ربع قرن كنت أتحدث معه في موضوع يتعلق بالقضية القبطية وبعدها طلب مني أن أكتب تفاصيل الموضوع وأرسله له، وإذ بي أفاجأ بما كتبته ينشر في مجلة الأقباط ليصبح أول مقال سياسي لي في موضوع الهموم القبطية، وبعدها تكررت هذه المقالات في كل عدد ثم عهد لي بعد ذلك بتجهيز المجلة بالكامل وإرسالها له للطباعة والتوزيع. واستمرت كتابتي في مجلة الأقباط وفي الكثير من الصحف والمجلات الورقية والإلكترونية وأصبح لديَّ رصيد كبير من هذه المقالات، وقد اقترح عليَّ البعض أن أجمع بعض هذه المقالات في شكل كتاب. وها أنا ألبي هذه الرغبة باختياري عدد قليل من هذه المقالات قمت بتصنيفها إلى أقسام لتسهيل تتبع الكتاب لها في سياقها الموضوعي. وقصدي من الكتاب هو إزكاء الوعي بين الأقباط بقضيتهم وتعريف من يتكلمون العربية بأبعاد معاناة الأقباط، ورصد الإنجازات التي تمت، والنكسات التي عانينا منها، وتكريم دور أبطال الصراع القبطي على مر العصور وكشف الخونة والأعداء.
 

**نرجو إعطائنا صورة موجزة عن محتويات كتابكم الجديد؟

الكتاب يقع في ۲٠٠ صفحة ويضم ما يقرب من ٥۰ مقالة، يبدأ الكتاب بمقالة تمهيدية عن تاريخ الأقباط منذ الحقبة الفرعونية وحتى الوقت الحاضر ثم يقسم الكتاب  إلى عشرة موضوعات وهي: العنف ضد الأقباط – غياب دور الدولة المصرية – المواطنة المنقوصة – سياسة تهميش الأقباط – القضاء المتحيز – خونة الأقباط – الأسلمة القسرية - أقباط المهجر – تصحيح المفاهيم – قضايا أخرى.
 

**هل هناك أشياء كنت تتمنى أن يضمها الكتاب؟

كانت هناك فكرة أن أضيف ملحقاً مصوراً لبعض الوقفات الفاصلة في تاريخ الأقباط الحديث مثل حادثة السويس في الخمسينات والخانكة في السبعينات وخطاب السادات في الثمانينات والكشح في نهاية التسعينات ولكن للأسف لم أتمكن من الحصول على هذه الصور. وأرجو أن نتمكن من إضافتها في الطبعات القادمة إذا أمكن العثور عليها.
 

**كيف يمكن الحصول على الكتاب وما هو ثمنه وتكلفة الشحن؟

يطلب الكتاب من الناشر منظمة أقباط كاليفورنيا


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com