مصر : معركة المتحولين للمسيحية للإعتراف بهم

British Broadcasting Corporation

الجوهري وابنته 

بعد تحول ماهر الجوهري من الإسلام إلى المسيحية دخل معركة قضائية للإعتراف بديانته الجديدة في الأوراق الرسمية في مصر، وذلك رغم التهديدات بالموت التي يتعرض لها.

وذهبنا بالسيارة وعبر شوارع القاهرة المزدحمة للقاء محامي الجوهري في إحدى محطات الوقود. 

ويعيش الجوهري مختبئا ولا يفصح عن عنوانه بسبب التهديدات بالموت التي يواجهها.

وعندما التقيناه في مكتب صغير بطابق أرضي بشارع مجهول في القاهرة كان خائفا وقال "أشعر بالخوف حيث أن الكثيرين يريدون قتلي وابنتي".

وسألته هل يشعر ان التهديدات الموجهة إليه خطيرة، فرد بالايجاب قائلا "اي شخص في الشارع بوسعه أن يقتلنا".

وأكدت ابنته المراهقة موقف والدها، وكان قد تم تحذيرها ايضا من مغبة تغيير الدين. وقالت "عندما كنت ذاهبة إلى المدرسة ذات يوم استوقني شخص وهددني انه إذا لم يعد ابي إلى الاسلام فانهم سيقتلونه ويقتلونني".

ويسعى الجوهري إلى تغيير الديانة في الوثائق الرسمية حيث سيمكن هذا التغيير ابنته من تعلم الديانة المسيحية في المدرسة.

وقد مثله محاميه نبيل غبريال في العديد من جلسات الاستماع ولكن لم يصدر حكم حتى الآن. وقال غبريال انه أوضح بجلاء ان القانون المدني المصري لا يحول دون تغيير الدين.

ويعتقد غبريال ان المشكلة الحقيقية تكمن في انه يتم تجاهل هذا القانون.

وقال المحامي "كان على المحكمة ان تحكم ومن الجلسة الأولى باحقية الجوهري في تغيير ديانته، ولكن المشكلة ان بعض القضاة يحكمون انطلاقا من معتقداتهم الدينية وليس بمقتضى القانون".

وهذه المعتقدات تدفع بعض المسلمين إلى تأييد فرض عقوبات مشددة على من يتخلى عن الدين الاسلامي.

عقوبة الموت

ويعتقد البعض ان عقوبة التخلي عن الاسلام، المعروفة باسم الردة، يجب أن تكون الموت.

ولكن محاميي جماعات حقوق الانسان مقتنعون بان قانون البلاد يسمح بحرية تغيير الدين.

وفي الشبكة العربية لحقوق الانسان التقيت المحامي جمال عيد الذي يخوض معركة قضائية مماثلة نيابة عن متحول آخر.

إن بعض النساء في كنيستي اللائي تحولن إلى المسيحية يبذلن جهودا كبيرة لاخفاء تغييرهن الدين عن الأصدقاء والأسرة، وبعد خروجهن من الكنيسة يرتدين الحجاب ثانية ويعدن إلى المنزل كما لو كن مسلمات
الأب رفيق جريش

ويعتقد عيد أن قضية الجوهري ناجحة وسيكون لها نتائج ابعد. وقال "إن الكثيرين مسلمون أو مسيحيون أو يهود في بطاقاتهم الشخصية ولكنهم يؤمنون بغير ذلك".

واضاف قائلا "إن الكثيرين يخشون التحول رسميا، ولو فتح هذا الباب فان أعدادا كبيرة ستحاول التغيير من الإسلام إلى المسيحية، والقانون يعطيهم هذا الحق".

وجود سري

وللمسيحية وجود عميق الجذور في مصر، والعديد من الكنائس يعود تاريخها إلى ما قبل الاسلام.

ولكن بعض المسيحيين يشعرون ان عليهم أن يجعلوا وجودهم سريا وان يكونوا حريصين في ممارسة أنشطتهم.

وفي صلاة صباحية في كنيسة كاثوليكية في القاهرة التقيت الأب رفيق جريش الذي أخبرني انه حر في إقامة الطقوس، ولكنه ممنوع من إشراك الآخرين في معتقده المسيحي.

ويقول "إن بعض النساء في كنيستي اللائي تحولن إلى المسيحية يبذلن جهودا كبيرة لاخفاء تغييرهن الدين عن الأصدقاء والأسرة، وبعد خروجهن من الكنيسة يرتدين الحجاب ثانية ويعدن إلى المنزل كما لو كن مسلمات".

وتابع قائلا "إنهن يخفن من إخوتهن، وآبائهن وزملاء العمل، ولا يستطعن القول بانهن تحولن وهذا جزء من المشكلة".

ويراقب العديد من انصار الحرية الدينية قضية الجوهري، ويعتقدون ان الحرية الدينية مهددة في العديد من بلدان الشرق الأوسط.

ولن يحسن تغير القانون من وضعه الأمني، ولكنه يعني الاعتراف بدينه الجديد.

وقال لي الجوهري انه يريد ان يحيا بشكل طبيعي دون خوف على أمنه، وان العديد من الدول الأخرى عرضت عليه اللجوء على أسس دينية.

ولكن كل ما يريده هو أن يبقى في البلد الذي ولد به وان يمارس بحرية الدين الذي اختاره.

وقال ا لجوهري " كل أملي هو السلام، والسلام، والسلام فقط، وهو أمر لا نجده في مصر".


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com