إلى أصحاب الحناجر النووية

مدحت قلادة 

يقول المثل الدارج "زى القرع يمد لبره" والقرع نبات له فروع تتمدد وتخرج بعيدا عن أصل  الشجرة أو الساق وهو ينطبق على الكثير من المقالات التى كتبت عن رجب أردوغان رئيس وزراء  تركيا الذى قام بحركة بهلوانية بعيدة كل البعد عن الدبلوماسية وترك القاعة لشيمون بيريز ليتحدث كيفما شاء انطلاقاً من مبدأ "الهروب خير وسيلة للدفاع".

فالسيد أردوغان لم يكن صادقاً مع نفسه ومع شعبه الذى استقبله استقبال الأبطال فتركيا لها تاريخ أسود وحاضر دموى وتاريخها المظلم شاهدا عليها، وتحديدا ما فعلته بمصر ودول الشرق من تهميش واضطهاد وقتل مليون وربع المليون أرمينى عام 1934، علاوة على المذابح اليومية ضد الأكراد.

أما بعض الكتاب الذين مدحوا فعلة أردوغان فهم "القرع" ذاته وطبيعيا أن يمدوا لبره، فمصر لا تهمهم بدليل أنهم كانوا ينادون بأنه يجب على مصر تحمل اللعب الذى يلعبه "أطفال" حماس بإطلاقهم صواريخ لقتل الجراد، بهدف تحقيق كسب سياسى على حساب تدمير 22000 منزل وإصابة أكثر من 5000 مواطن وقتل 1300 فلسطينى.

معظم الكُتَّاب الذين أدلوا بدلوهم فى هذه القصة بكل أسف لم يفهموا معنى السياسة التى هى "فن الممكن" فمن الغباء التضحية بشعب وببنية أساسية لبلدك لترك الآخرين دفع فاتورتك الباهظة، وهنا يثور السؤال: هل من مصلحة مصر الاستجابة لكل غوغائى يردد سنحارب سنحارب لآخر جندى مصرى؟

والسؤال هنا: هل من مصلحة مصر التضحية بشبابها وفلذة أكبادها فى حرب ضروس لا تجلب سوى الخراب والدمار؟

فإلى كل الكُتَّاب مؤيدى رجب أردوغان أقول:
لو كان صادقاً لقطع علاقاته مع إسرائيل، ولو كان صادقاً لقدم اعتذارات عن ملايين الشهداء الأرمن، لو كان صادقاً لدفعت تركيا تعويضات لمصر عن فترة احتلال بغيض يسعى الكثيرون لعودتها تحت مسمى "الخلافة الإسلامية".

رفقاً بشعب مصر، ومستقبل مصر فالسياسة فن الممكن، وليس فن الكلام الخالى من الواقع
يا أصحاب الحناجر النووية من العروبيين والناصريين والإخوان المسلمين" لا تكونوا مثل القرع وتكون انتماءاتكم لغير بلدكم ولا تقتدوا بالقدوة السيئة من المهدى عاكف صاحب "الطزات" الشهيرة وصاحب وثيقة فتح مصر.

اللهم بلغت اللهم فاشهد


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com