عندما تنحنى أمريكا للسعودية !!

بقلم منير بشاى – لوس أنجلوس

 

          من فضلكم، إذا كان هناك من له إتصال بالبيت الأبيض، هناك رسالة هامة وعاجلة نريد توصيلها للجالس على كرسى الرئاسة فى المكتب البيضاوى.

          الرسالة موجهة إلى الرئيس باراك أوباما، ونريد أن نقول له فيها إنك يا سيادة الرئيس لم تعد الفتى إبن المهاجر الإفريقى الذى أنجبك وتركك وعاد إلى بلده بعد أن طبع على سماتك ملامح الجنس النيجرو التى ربما كانت سببا لك فىمعاناة كثيرة فى مجتمع لا يخلو من الممارسات العنصرية. وأيضا لم تعد الفتى اليتيم الفقير الذى ماتت أمه وتركته فى رعاية جدته المحدودة الدخل. ولم تعد واحدا من شباب الأقليات الذين تمتلئ بهم شوارع مدينة شيكاغو والذين يعانون الفقر والتمييز العنصرى ولا يعلمون ما يخبئه لهم المستقبل.

لقد حباك الله ذكاء غير عادى فاستطعت أن تتفوق فى دراستك وتتخرج من أعرق جامعات أمريكا. وهذا المجتمع الأمريكى رغم عيوبه أفسح لك الطريق لتصعد إلى القمة. وعندما طرقت باب السياسة ووثق فيك الناس أعطوك أصواتهم بكافة خلفياتهم وإنتماءاتهم وإرتقيت من منصب إلى منصب أعلى إلى أن وصلت إلى عضوية الكونجرس الأمريكى أعلى مجلس نيابى فى البلاد.

          لا أعلم ما إذا كانت التغييرات فى حياة الرئيس أوبامة كانت أسرع وأكبر من أن يستوعبها. ولكن أرجو أن يذكره أحد أنه إستمر فى الصعود إلى فوق فوق فوق. نعم، ليصبح الآن رئيسا للولايات المتحدة أكبر وأقوى وأغنى دولة فى العالم. وبذلك أصبح الفتى باراك أكثر البشر نفوذا على وجه الأرض.

          ولذلك لا أنكر أننى صعقت عندما رأيت الرئيس أوباما رئيس الولايات المتحدة بجلالة قدره ينحنى إنحناءة كاملة وهو يصافح الملك عبد الله ملك المملكة العربية السعودية. لم يفعلها أمام ملكة بريطانيا العظمى والتى لو فعلها لإلتمسنا له العذر من منطلق إجتماعى بحت وبعيدا عن بروتوكول السياسة فمن عادة الرجال فى المجتمعات الغربية الراقية أن ينحنوا ويقبلوا أيدى السيدات.

          ولكن لا أدرى ماذا دار بخلد الرئيس أوباما عندما وجد نفسه فجأة أمام الملك عبد الله. هل نسى من هو؟ هل إختلط الأمر عليه عندما رأى رجلا فى زى غير مألوف فظنه واحدا من أولياء الله الصالحين؟ هل ظهرت على السطح جذوره عندما رأى نفسه أمام خادم الحرمين الشريفين والكعبة المشرفة؟ هل تذكر عندما وقف أمامه أنه أمام الرجل الذى يجلس على ربع إحتياطى البترول فى العالم؟ لا أعلم.

ولكن قد يكون السبب فى هذا أن الرئيس أوباما حديث العهد بوظيفته الجديدة ويحتاج إلى تدريب فى البرتوكول وكيفية التعامل مع الناس كبيرهم وصغيرهم. ربما يحتاج إلى تدريب فى معرفة أبعاد المنصب الجديد الذى يشغله والطريقة التى يجب أن يظهر بها من يشغل هذا المنصب الرفيع.

          رجاءئ أن أحدا يبلغ الرئيس باراك أوباما أنه فعلا رئيس دولة كبرى (بحق وحقيق). وإذا كان ما يزال يشك فى هذه الحقيقة فعليه أن يقرصه فى ذراعه حتى يتأكد أن الأمر (علم وليس حلم).

          رئيس الولايات المتحدة لا ينحنى لإنسان وبالذات لملك السعودية التى تعيش فى حماية أمريكا والتى لولا أمريكا لصارت المحافظة رقم ٢۰ بعد أن أصبحت الكويت المحافظة رقم ۱٩ فى الإمبراطورية العراقية التى يرأسها خليفة نبوخذنصر الإمبراطور المعظم صدام حسين. ولولا أمريكا لرأينا الملك عبد الله لا ينحنى فقط لصدام حسين بل ويسجد له إلى الأرض...


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com