Print

هل تمخض جبل أقباط المهجر في 2006 فولد فقراً؟!!

اسم الكاتب : جورج المصري
07/01/2007

Source Copts-Unitedإ

ليكم وبدون انفعال ولكن بكل ذهول هذا ما تمخض عنه جبل أقباط المهجر 2006
من المقولات المأثورة في عام 2006 لأحد أقباط المهجر:
"إننا أمة على الورق ولكنها غير موجودة لا قانونياً ولا سياسياً ولا عملياً".

ما كان ينقص الأقباط هو الانتقال من العمل السياسي الفردي والتنظيمات الصغيرة إلى العمل المؤسسي الكبير الذي يختفي فيه الفرد لصالح المؤسسة، وينتقل العمل من العمل الفردي المحدود إلى العمل الجماعي المخطط والمنظم من خلال فريق يعبر عن الشخصيات الأكثر كفاءة والتي تمثل ثقلاً ومكانة في المجتمع القبطي، كيان مؤسسي يعلن عن نفسه بتمثيله للتيار العام ويثبت نفسه بالعمل الفعال فكل الحركات السياسية الناجحة اكتسبت شرعيتها وتمثيلها للأغلبية بعملها وتعبيرها عن الضمير الجماعي للشعب الذي تسعى لمساعدته.

ـ هل من الحكمة وحسن تقدير الأمور أن نظل كأقباط نشكو إلى الأبد، وحين تتاح لنا فرصة عرض شكوانا على من بيدهم صنع القرار، فنمتنع عن ذلك بزعم أنهم لن يستجيبوا وكأننا نضع العربة أمام الحصان ونقدر البلاء قبل وقوعه؟

الملعب الرئيسي لأقباط المهجر هو الخارج وليس الداخل، وكل عمل إيجابي يقومون به هو لصالح أقباط الداخل وفى النهاية يصب في صالح مصر كلها، ومن ثم فإن تخلي الأقباط في الخارج عن عملهم هو إضعاف وتعرية للداخل القبطي، وبالتالي بالنسبة لأقباط المهجر فإن المشاركة في مؤتمر تنظمه المخابرات المصرية ومباحث أمن الدولة، هو فخ كبير يجب ألا يقع فيه أحد، فهو في النهاية محاولة لتخريب العمل القبطي في الخارج.

ثم ماذا في الأمر لو جربنا أن نتحدث مباشرة مع صنّاع القرار في بلدنا، فإذا حققنا مكاسب للأقباط ولعموم المصريين، فإننا نكون قد أنجزنا خطوة مهمة، أما إذا أصر هؤلاء المسؤولون على المراوغة، نكون قد فضحنا سلوكهم السياسي، واكتسبنا دليلاً جديداً يعزز موقفنا ويدعم قضيتنا أمام المجتمع المدني الدولي؟

ما يهم الحكومة المصرية بالذات هو أقباط المهجر لأن أقباط الداخل ما زالوا تائهين ولم يعرفوا طريقهم بعد، ولأنهم داخل القفص ويسهل السيطرة عليهم، ولأنها عبر جهاز مباحث أمن الدولة استطاع النظام تجنيد عدد منهم بحيث أصبحوا مفروضين علينا في وسائل الإعلام الحكومية والمناسبات العامة ليقولوا كلاماً غثاً ينفر أي شخص محترم منه، ولأنه أخيراً معروف عن الحكومة المصرية أنها لا تعمل حساباً للداخل عموماً وإنما للخارج الأوروبي والأمريكي خاصة الأمريكي.

على الأقباط في الخارج أن يعيدوا ترتيب صفوفهم وأن يعزلوا الخبيث من وسطهم، ويحاولوا الرد على هذه الأجهزة الأمنية بتفعيل وتقوية العمل القبطي في الخارج في وحدة وتنسيق وتجميع الجهود من أجل إخواننا المضطهدين هناك، وكلي ثقة أن محاولات الأجهزة الأمنية المكشوفة ستفشل مع أقباط المهجر هذه المرة كما فشلت العديد من محاولاتهم من قبل.

عندما تغيب الكفاءة، وتغيب الرؤية، وتغيب المساءلة، وتغيب الإدارة المنضبطة تكون الشللية والمصالح والعلاقات الشخصية هي التي تحكم العمل.
كان على الأقباط أن يفكروا بجدية في الخروج من حالة تحقيق مكاسب آنية صغيرة إلى رؤية طويلة الأمد بالسعي بتفعيل العمل السياسي والحقوقي في المهجر من أجل تغييرات كبيرة وتأثيرات واسعة.
عزيزي القارئ قد تسأل من أين أتيت بما جمعت في هذا البحث أو فلنقل الأقوال، الإستراتيجية القبطية أو اللا استراتجية سببها أن هناك من يتفاعل مع الحدث اليومي ويركب الموجة ويغير من مفهومه حسب الطقس، وهناك من له هدف حتى وإن كان هدف شخصي ولكنه معلن ويمشي في تحقيقه وبالطبع تتغير الأحداث وقد يتغير الجو من مناسب أو غير مناسب ولكن لأن هناك من له هدف محدد يعرف متى يستغل الظروف أن كانت تتماشى مع الهدف ومتى يبتعد عندما يجد أن الظروف غير مواتية.

هناك صانعي استراتيجيات وهناك صانعي عقبات وهناك مهللين في الزفة لا لهم في الطور والطحين وهناك مراقبين عن بعد مؤيدين عن اقتناع ولكنهم سلبيين أو فلنقل يفضلون راحة البال وعدم الصراع من أجل فكرة، لأنهم لا يستطيعون أن يتخيلوا أنه من الممكن أن تتبلور هذه الأفكار إلى واقع، وهناك من يؤمن بفكرة حتى ولو لم تكن أفضل الأفكار ولكن إيمانهم بها يجعلهم يصلون بهذه الفكرة إلى حيز التنفيذ، وإنني أفضل فكرة بسيطة تنفذ عن أفكار عظيمة لا تنفذ، لأن الفرق بين النجاح والفشل في الحياة هو تبني فكرة والسعي وراء تحقيقها.

إنني أرفض رفضاً قاطعاً كل رأي يقول أن عريضة المطالبة بإلغاء المادة الثانية من الدستور لن تفعل شيء ولن تغير من الواقع شيء، وكم من كثيرين قالوا لا تتعبون أنفسكم ولا تضيعون مجهودكم في قضية خاسرة.

ولهؤلاء جميعاً بما فيهم كاتبي هذه المقاطع السابقة مع كل حبي واحترامي وتقديري واعتزازي أقول لهم وللجميع مهما تخيلتم من أن بعض الأفكار أو التصرفات التي قد تظهر لكم على أنها صغيرة ولن تحرك الجبل أقول لكم أن تفاعل صاحب الفكرة وهو المؤمن بها هو الفارق بين تأثير فكرة صغيرة تنقل الجبال عن فكرة عظيمة ورائها شخص ضئيل أو عديم الإيمان، الكل من حقه أن يفتخر بما يفكر فيه ولكن من طبيعتنا أن نفتخر بالفكرة التي تخرج إلى حيز التنفيذ وتفيد البشرية، دعوني أعطيكم مثال: أيهما أصعب في العمل رغيف الخبز أم القنبلة الذرية... رغيف الخبز يخبزه ويصنعه خباز بسيط يعطي به استمرارية الحياة لمن يأكله ويستخدم البلايين يومياً وهو فكرة بسيطة جداً وصنعته أبسط، والقنبلة الذرية يخترعها عالم ويصنعها التقدم التكنولوجي ولكنها فكرة قذرة هدامة. ليست كل أفكار العظماء عظيمة وليست كل أفكار البسطاء بسيطة ولا قيمة لها.

يا سادتي العظماء يا سادتي الرؤساء يا سادتي المفكرين المسيح ملك العالم ولد فقيراً وبسيطاً في مذود للبقر، وتعاليمه حررت الملايين لأنها ليست فقط تعاليم إلهية ولكنها تعاليم مات من أجلها إلهاً كان من قدرته أن يقول للشيء كن فيكون، لا بد من أن نقف في وجه العنصرية الدينية بشت أشكالها وصورها في جميع أنحاء العالم ومنها أنني مؤمن بأن نبدأ بإلغاء المادة الثانية للدستور من الدستور المصري. لا دين للدولة ولا هناك دولة متحضرة ديموقراطية لها دين...