Print

  

مستقبل مظلم

مدحت قلادة

تساقطت دموعى رغم إرادتى.. حينما رأيت أبناء وطنى يتساقطون واحداً تلو الآخر وكأننا أمام حرب أهلية.. فالمجلس العسكرى حاكم لا يحكم أو شاهد ماشفش.... وكل الأجهزة الاستخباراتية والرقابية أجهزة من ورق.. سبعة أجهزة رقابية تدعى عدم المعرفة.. مما يعطينا مؤشرا لانعدام مصداقيتهم وتصريحاتهم وأعمالهم أيضا.
لقد شاهد العالم بأسره كيف أسيلت الدماء المصرية وزهقت أرواح شباب مصر.. على أرض مصر.. بأيدٍ مصرية!.. فى أحداث بورسعيد المروعة والتى راح ضحيتها 74 من خيرة شباب مصر، فقدوا أرواحهم بيد الخسة والغدر.. الأيدى الخفية المعروفة للجميع.. والتى لم تحاسب حتى الآن... إنه حادث مروع بكل المقاييس.. يوم احتفال كروى يتحول إلى مناحة فى البيوت المصرية.. لتتحول الفرحة إلى دمعة.. والبسمة إلى آهات ولقاء الأحباب إلى فراق..

لقد تحولت مصر إلى جثة هامدة وتحول شبابها إلى هدف لقناصى العسكرى والإخوانى لقتل الثورة ووأدها وعدم استكمال مسيرتها وسط اكتساح التيار الإسلامى للثورة ومعظم مقاعد سيد قراره... وها هم يتصارعون على جثة مصر ليس لنهضتها من كبوتها بل لنهشها وتحطيم آمال وأحلام شبابها الثائر ليؤخروا مصر عقودا.

التعليم أساس تقدم كل وطن به تتقدم الأمم وبه تتخلف كما قال الشاعر العربى "العلم يبنى قصوراً لا أساس لها والجهل يهدم بيوت العزة والكرم"، فغرزت التيارات الإسلامية فى عصب مصر وتمكنوا من لجنة التعليم فى مجلس الشعب.. فرئيس لجنة التعليم تابع للحزب السلفى "النور" ووكيلى المجلس تابعين للإخوان المسلمين.. وأمين سر اللجنة سلفى ! مما يؤكد أنهم تمكنوا من جسد مصر وغرسوا أنيابهم فى أهم عصب قادر على نهوض مصر ومسايرتها للعالم المتحضر مما يعطيك انطباعا إلى أى مدى سيكون مستقبل مصر مظلما...
أيها الليبراليين أين أنتم..... إن ما حدث من توزيعات اللجان داخل مجلس الشعب هو توزيع غنيمة وليس بناء وطن.

أيها الإعلاميين هل فقدتم البصر لصمتكم على هذا الاختيار القادر على تخلف دولة لعقود طويلة مما يعطينا مؤشرا أن مصر لن تقوم أبدا....

أيها الشرفاء أين أنتم لقد تركتم الوطن لتيارات مؤدلجة تجر مصر لعقود سحيقة

تعالوا بنا نصرخ نعلى الصوت لا لاختيارات تضيع مستقبل أمة.. تعالوا بنا أيها الشرفاء... لقد باع مصر المجلس العسكرى للتيارات الإسلامية لينجوا بما غنمه مع النظام السابق... وللجميع هل نبيع مصر أيضا...لا إنها دعوة الآن وإن لم نستجب لها ضاعت مصر وعمها الخراب.. هل من مجيب ؟