Print

 

د.ماريز تادرس: الإخوان يخططون لديكتاتورية دينية.. بالقانون

كتب : روبير الفار

The Muslim Brotherhood in Contemporary Egypt: Democracy Redefined or Confined? (Durham Modern Middle East and Islamic World Series) 

تمتلك الدكتورة ماريز تادرس أستاذ العلوم السياسية بجامعة سوكس البريطانية رؤية عميقة حول جماعة الإخوان المسلمين، كشفت عنها مؤخرا فى كتاب (الإخوان المسلمون فى مصر المعاصرة - إعادة صياغة أم تقليص الديمقراطية).. والكتاب يقع فى 200 صفحة ويدور فى تسعة فصول. محورها مفهوم الديمقراطية على النمط الإسلامى، ولأهمية التوقيت الذى صدر فيه الكتاب التقينا الدكتورة ماريز وكان لنا معها هذا الحوار:


? كيف ترين مفهوم الدولة فى فكر الإخوان

-
يؤكد الإخوان دائما أنهم يرفضون الدولة الدينية التى يعتبرون صورتها الوحيدة ما كانت عليه أوروبا فى العصور الوسطى ويستخدمون فى خطابهم مصطلحات محببة للناس مثل الديمقراطية والمدنية، لكنهم يعلنون فى نفس الوقت أن الشريعة الإسلامية هى مرجعيتهم وهى مرجعية غير مفصولة فى الفقه والقانون، وإذا كان القانون مصدره أحكام دينية، فهذا يعد شكلا من أشكال الدول الدينية.

? وعلى أى خطى تسير مصر الآن؟

-
نحن الآن نسير على خطى خليط من نظام السودان وإيران، ونصدر صورة للعالم الخارجى على أننا نسير على النموذج التركى، وهذا الأمر يرتب بمنتهى الذكاء، الإخوان فى الخطاب العام يقدمون لغة تدل على الانفتاح على كل المجالات ويعلنون ترحيبهم بقبول كل الاختلافات، ولكن على مستوى الشارع (أو مستوى التطبيق العملى) يحدث عكس هذا الخطاب مثل التحريض ضد النساء غير المحجبات وصمت الحزب الحاكم عن هذا التحريض وهو صمت قد يعبر عن رضا، كذلك هناك حالة من تقلص الحريات، ففى مجال الحرية السياسية أى شخص يعلن أنه ضد الإخوان يهاجم على الفور ويتهم بأنه مريض بالإسلام فوبيا أى أن الإخوان هم الإسلام وهذا نوع من إرهاب الناس ويدخل فى ذلك التخوين أو الوصف بكلمة فلول وهو إرهاب فكرى للقوى المختلفة غير عادى.

?
وكيف تجدين الموقف من الأقباط والمواطنة؟

-
هناك خطاب عن المواطنة من أروع ما يكون، لكن يتناقض الواقع المعاش مع هذا الخطاب، فأصبحنا لا نسمع كلمة قبطى، بل أصبح وصف المسيحيين بالنصارى وهو الوصف الدينى المستخدم فى القرآن، ومن الأحاديث التى يرددها الإخوان من أيام الإمام المؤسس حسن البنا هو حديث (لهم ما لنا وعليهم ما علينا)، وقد تعرضت لشرح الحديث فى كتب التفاسير فوجدت أن لهم ما لنا وعليهم ما علينا عندما يؤمنون بالإسلام، لذلك فالإخوان يقولون إنهم يؤمنون بالمواطنة على أساس فقهى، بالتالى فهم يعطوننا طرفا من الحديث يعلى من المواطنة ولكن مرجعيته الدينية تعكس فكرا آخر أى أنهم يضحكون علينا.

?
وفى دراستك هل تعرضت للإشكاليات التى تواجه الأقباط الآن؟

-
هناك أربع إشكاليات تخص الأقباط الأولى مرتبطة بمفهوم المواطنة عند الإخوان فهم يقولون إنهم يؤمنون بالأقباط كمواطنين والمواطنة ليست حقوقا وواجبات ولكنهم يرون أن المواطنة هوية، والهوية التى يقدمها الإخوان هى الهوية الإسلامية فى حين أن مشاركة الأقباط فى ثورة 1919 وثورة 25 يناير على أساس الهوية المصرية وليس كخلفية إسلامية.

والأمر الثانى إعلانهم احترام استخدام الأقباط لشريعتهم فى أمورهم الخاصة أو فى الأحوال الشخصية، والمشكلة أن المسيحية لا يوجد بها نظام تشريعى فى باقى الأمور فيطبقون فيه الشريعة الإسلامية.

ثالثا: كل الحقوق التى يقدمونها للأقباط مشروطة، فمن حق الأقباط بناء كنائسهم ولكن بما يتناسب مع عددهم وهو أمر مبهم ولا يعبر عن معنى المواطنة الحقيقى الذى يعطى كل الحقوق ولو كان المختلف فردا واحدا.

رابعا: لا يوجد توضيح عملى يشرح التعامل مع أمر مثل لا ولاية لغير مسلم على مسلم.

?
ولكن الدكتور محمد مرسى أعلن أنه سوف يكون له نائب قبطى؟

-
لا أدرى ما هو موقع النائب القادم فهل هو مجرد صورة، وما هى سلطاته، وهل سوف ينفذ السياسات حسب الفقه الإسلامى؟ فهذه هى طريقة الإخوان، تصدير واجهة أمام العالم ولكن على مستوى الشارع (المدير - الناظر -رئيس الجامعة) يقال غير مؤهلين أو أكفاء والدليل الأكبر على ذلك موقف الشارع من محافظ قنا تلك القضية التى أغلقت عمدا ولم ننس بعد هتافات الإخوان والسلفيين ضد المحافظ النصرانى.

?
إذن ما المطلوب من الأقباط فى هذه المرحلة؟

-
فى رأيى أنه على الأقباط أولا رصد دقيق لكل ما يحدث فى الشارع المصرى من طائفية ونشره مع المطالبة بالمحاسبة والشفافية.

ثانيا: الانضمام إلى قوى المعارضة من أحزاب مدنية وليبرالية.

ثالثا: المشاركة بقوة واندماج كجزء أصيل من الشعب المصرى داخل إطار القانون.

?
وهل ترين أن صعود الإخوان سوف يؤثر على انتخاب البابا القادم؟

-
الحقيقة قد يكون هناك اتجاهان، فقد يشعر الأقباط بالميل لمقاومة تهميشهم ووجودهم وهويتهم بالحاجة إلى بطريرك قوى يحارب من أجلهم، وهناك اتجاه آخر هو الحاجة إلى بطريرك روحانى.

?
نعود لدراستك للإخوان هل هناك خطة فعلا لأسلمة مصر؟

-
بلا شك هناك خطة واضحة جدا لتأسلم مصر، ويجرى الآن توظيف أدوار فالإخوان فى الحكم والشارع للسلفيين، والتيارات الإسلامية تعمل ما تريد والحريات تقلص بحجة أنها واردة من الغرب.

?
وهل يؤدى التأسلم إلى تقسيم مصر؟

-
سوف يؤدى إلى تفكك فى الكيان المصرى فالخوف عند الليبراليين والأقباط سوف يزيد، وهناك قضايا لا تمت للدين بصلة سوف تأخذ صبغة دينية وسوف تحدث مشكلة ناتجة بدلا من مقولة كلنا مصريون مع مقولة كلنا مسلمون وقد ينعزل بعض الأقباط مجددا.

?
وماذا عن فكرة الخلافة؟

-
الإخوان عندهم فكرة الخلافة أساسية ولكنهم لن ينجحوا لأن المصريين عندهم عمق مصرى يرفض أن يكون بلدهم رقم 2 وأرى أن مصر سوف تقاوم.

?
هل أنت متفائلة؟

 نعم رغم كل شىء أنا متفائلة ونطلب من الإخوان التوافق بين خطابهم الرائع والعمل الذى يجرى فى الشارع ولا يجلسون كمتفرجين على انفلات التيارات المتشددة فى الشارع ونطلب من الشعب المصرى أن يقاوم أى عمل يقلص حريته وحقوقه ويعارض لأجل مدنيته ولا يهتم بتهم التخوين أو العمالة أو الفلولية.