المواطنة أساس لسلامة الدولة
بقلم: ‏د‏.‏ عادل فؤاد رمزي‏
 جامعة القاهرة
Ahram

الدستور يعني بالمبادئ وهو أب لكل القوانين التي تفعل هذه المبادئ وتنفذها‏,‏ وليس بهذه المقدمة جديد ولكنها ضرورة‏,‏ فالدستور والقوانين لا فائدة ترجي منهما اذا لم نقتنع ونلتزم بالروح والمفهوم‏

الدستور يعني بالمبادئ وهو أب لكل القوانين التي تفعل هذه المبادئ وتنفذها‏,‏ وليس بهذه المقدمة جديد ولكنها ضرورة‏,‏ فالدستور والقوانين لا فائدة ترجي منهما اذا لم نقتنع ونلتزم بالروح والمفهوم‏

*‏ الدين هو علاقة الإنسان بربه والمواطنة علاقة الإنسان بأرضه ومجتمعه والجمع بينهما في قالب واحد يعيد الي الأذهان سطوة رجال الدين المسيحي وصكوك الغفران في العصور الوسطي بأوروبا‏,‏ مصر دولة مدنية لا تخلط الدنيا بالدين‏,‏ أما الدولة الدينية ففيها يزعم رجال الدين أنهم يستمدون سلطتهم من الله ويغيبون سلطة الأمة‏,‏ ليست هذه دعوة الي البعد عن الدين ـ فالدين كل دين‏,‏ هو الوازع الداخلي الذي يدعو الي الخير والحق والحب والدين السماوي يكرس لعبادة الإله الواحد ومصر المتدينة علي مدي العصور كانت أول دولة عرفت التوحيد حتي قبل الأديان السماوية‏,‏ والدين الإسلامي يشيد بالمسيحية ويدعو الي الحب المتبادل مع المسيحيين ولو اراد الله لجعل الناس كلهم علي دين واحد‏.‏ الدين لله والوطن للجميع‏,‏ ولا يمكن أن يحب المصري أوروبيا أو أمريكيا أو باكستانيا أكثر من حبه لاخيه المصري بدافع ديني‏,‏ لانه ان فعل فقد أحد أهم أركان المواطنة‏.‏

*‏ لقد جاءت التعديلات الدستوريه لتضع بعض النقاط علي الحروف بشأن المواطنة ورغم وضوح المفهوم في الدستور الحالي‏,‏ ومصر أول دولة عرفها التاريخ‏,‏ ولكن تتابع احتلال مصر أفرز أنتماءات وافكارا دخيلة خيل للبعض انها تجب البديهيات والثوابت‏,‏ فالمواطن صاحب الوطن وابنه هو من ولد من ام واب مصريين وعاش علي ارض مصر وشرب من مياه نيلها وتنفس هواءها وعمل لرفعتها ودافع عن ارضها‏,‏ والمواطن لايمكن ان يكون غريبا في بيته وله كل الحقوق من تقلد المناصب القيادية‏,‏ في شتي مناحي الدوله التنفيذية والرقابية والعسكرية الي حرية الرأي وممارسة الشعائر الدينية وكل من هذه الحقوق لاتحتاج تعريفا وانما تحتاج تفعيلا واضحا للتطبيق‏.‏ ان أقباط مصر يفوقون أغلب الدول العربية تعدادا واسمهم مشتق من اسم مصر أم الدنيا‏,‏ ولكن ما يتردد من حرمان الاقباط خلال الخمسين عاما الماضية من بعض حقوقهم أعطي البعض انطباعا خاطئا بشرعية إنقاص حقوقهم‏,‏ كما أدي الي إحجام الكثير من الأقباط عن دخول معترك الحياة العامة وبالتالي حرمان الدولة من مشاركتهم‏.‏ ان مصر عنصر واحد وليس عنصرين‏-‏ كما يدعي من لايعلمون‏-‏ تجري في عروقهم دماء واحدة تختلط للدفاع عن الوطن وتجمعهم هوية واحدة يجب التمسك بها دون الاتجاه شرقا أو غربا‏.‏ اننا نسعد ونفخر بإخوتنا المسلمين المتنورين الوطنيين حين يدافعون عن الحقوق‏-‏ فالحقوق كل لايتجزأ‏-‏ متمسكين بسماحة الاسلام وحب إخوتهم في الوطن

*‏ تعالوا معا لكلمة سواء‏,‏ فلنحب بعضنا ونحب بلادنا حتي تعيش فينا أكثر مما نعيش فيها ليعم الخير‏.‏ ولنعلم ان الوطن ملك لنا جميعا بحلوه ومره بانجازاته وانتكاساته‏-‏ تعالوا لانضيع الوقت في مناقشة أمور بديهية‏-‏ تعالوا نفعل نقاط الالتقاء وهي كثيرة ونتفادي نقاط الاختلاف وهي قليلة يذكيها أعداء وطننا‏-‏ تعالوا ننتهز فرصة التعديلات الدستورية وصولا الي سلامة الوطن الغالي‏


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com