Print

كتب الإخوان.. مدرسة لتعليم التطرف والإرهاب!

October Magazine

ظلت كتب جماعة الإخوان المسلمين المحظورة على مدار السنوات الماضية وحتى الآن السبب الرئيسى فى تفريخ العديد من الشبكات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة، والتى أخطأت فى فهم النصوص الشرعية وأساءت لها نتيجة ثورة الحماس التى بلورتها الأطروحات الفكرية لكتب الجماعة المحظورة داخل نفوس أعضاء وقيادات هذه التنظيمات، وأصبحت مرجعيات فاعلة لقيادات هذه التنظيمات رغم اختلاف توجهات المدارس الفكرية وتنوع أساليبها ووسائلها فى التعامل مع قضية أسلحة الدولة.
وقد دارت كتب جماعة الإخوان فى أُطر أيديولوجية الفكر السلفى الوهابى الذى تمثل أهم معالمه الشمولية الضيقة والرجوع بكل أنظمة الدولة إلى ساحة أُمراء الجماعات والخلايا السرية ومبادئ الحاكمية

.
البداية كانت مع كتاب (الرسائل) لمؤسس جماعة الإخوان حسن البنا والذى جمع بين دفتيه رسائله التى كان يلقيها على عقول الشباب وضمت الآلاف من عبارات الحث على جهاد الدولة والوصول لأستاذية العالم.. ثم جاءت بعد ذلك كُتب (فى ظلال القرآن)، و(معالم فى الطريق) و(المستقبل لهذا الدين)، و(أين الطريق)، و(ضريبة الذل)، للكاتب الإخوانى سيد قطب، والتى ثبتت ورسخت فكرة الحاكمية فى الإسلام، وكانت بمثابة الضوء الأخضر لخروج فكرة العنف المسلح ضد الدولة والانقلاب عليها. ثم كتاب (التنظيم السرى للإخوان) وكتاب (نقاط على الحروف) لأحمد عادل كمال الذى يعتبر أحد الذين زينوا الإرهاب ودافعوا عن أمور لا يمكن الدفاع عنها. وقد شاركه فى هذا نظيره (مروان حامد).
ويعتبر كتاب (أيام من حياتى) لزينب الغزالى أحد الكتيبات الهامة التى أرخت للمرحلة الثانية فى حياة الإخوان، وأبرزت خلاله مؤلفته حكايتها فى المعتقلات والسجون.
وكتاب (المنهج الحركى لجماعة الإخوان) و(فهم أصول الإسلام) للدكتور على عبد الحليم محمود، وتدور أحداث الكتاب الأول فى إطار الأسلوب الحركى للجماعة وتنظيماتها الإدارية ومستوياتها التربوية الداخلية، ويعتبر على عبد الحليم محمود شيخ مؤرخى حركة الإخوان وله كتاب (أحداث صنعت التاريخ) الذى يقع فى ثلاثة مجلدات وأرخ فيه لغالبية أحداث الجماعة.
أما كتاب (تحديات تواجه الحركة الإسلامية) لمصطفى الطحان، فيعلق فيه مؤلفه على الجماعة المسلمة فى ظل الحكومة العلمانية.
وتناولت سلسلة (نحو جيل مسلم) التى كتبها العديد من قيادات الإخوان وعلى رأسهم محمد على العريش مراحل الدعوة الفردية لضم الأفراد للجماعة، وكيفية وصول الفكرة الإخوانية للشباب.. وهى نفس الطرق التى يتبعها أعضاء التنظيمات الأخرى فى جذب الأفراد حيث تعتبر هذه السلسلة أهم المرجعيات فى وصول الفكرة الإسلامية للأفراد ومراعاة العديد من الأخطاء التى يمكن أن يقع فيها الداعى.
ومن الكتب التى اعتمدتها الجماعة داخل مناهج التربية الداخلية للأفراد بشكل أساسى كتب: (جند الله ثقافة وأخلاقا) و(حياتنا الروحية) و(حياتنا الحركية) و(الفصول فى الأمرة والإمارة) و(المستخلص فى تزكية الأنفس) للكاتب الإخوانى السورى سعيد حوى.
وتعتبر كتب (مشكلات الدعوة والداعية) و(الشباب والتغيير) و(الإسلام فكرة وحركة) و(ماذا يعنى انتمائى للإسلام) للكاتب الإخوانى فتحى يكن، هى البنية الأساسية التى تعتمد عليها الجماعة فى تربية الأفراد الجدد، والذين ما زالوا فى مستوى (مؤيد).
وتحت بند خصائص الحركات الإسلامية يقول فتحى يكن فى هذا الكتاب: (إنه لا يعنى بحال أن تكثف الحركة كل ما عندها من مخططات وتنظيمات فليس فى ذلك مصلحة على الإطلاق بل جهل بالإسلام وتعريض للحركة ولأفرادها لمكر الأعداء وغدرهم، والقاعدة التى يجب تبنيها هى (علانية العمل وسرية التنظيم).
ومن بين الكتب التى أثرت بشكل كبير فى فكر الإخوان كتاب (الحكومات الإسلامية) للمودودى والذى اعتمده الإخوان كمرجعية لفكرهم رغم عدم انتماء المودودى لهم تنظيميًا. وكتاب (المنهج الحركى للسيرة النبوية) للدكتور منير الغضبان والذى يتم تدريسه داخل أسر وكتائب الإخوان لاسيما فى المستويات التى تلى (المؤيد) وهى مستوى (منتسب) ومستوى (الأخ العامل). ويعتبر هذا الكتاب من الكتب التى يعتمد عليها شباب (الجماعات والتنظيمات الإسلامية) إذ يؤصل لديهم فكرة العمل السرى من منطلق سرية الدعوة الإسلامية فى بداية مهدها ومرحلة نزول الوحى على الرسول صلى الله عليه وسلم. ويشير الكتاب إلى أن الفترة الحالية التى يعيشها المجتمع تتشابه إلى حد كبير مع الفترة الأولى من الدعوة الإسلامية، لذا وجبت سرية الحركة.
أيضًا كتب (الجهاد هو السبيل) و(الإسلام والحكومة الدينية) و(الإسلام هو الحل) للمرشد الأسبق مصطفى مشهور.
وكتاب (أصول الدعوة) للدكتور عبد الكريم زيدان والذى يتم تدريسه داخل قسم اللغة العربية بآداب بنها على يد أحد الأساتذة المنتمين لجماعة الإخوان.
وكتب (الرقائق) و(العوائق) و(المنطلق) و(المسار) و(المتساقطون على طريق الدعوة) للكاتب الإخوانى محمد أحمد الراشد.
وسلسلة أضواء على طريق الدعوة للدكتور مجدى الهلالى، وكتب (حتى يعلم الشباب) و(الإخوة الإسلامية) لعبد الله ناصح علوان.
وكتاب (الدعوة الإسلامية بين التكوين والتمكين) لعلى جريشة، وكتاب (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) لأبى الحسن الندوى والذى اعتمده الإخوان فى المراحل الأولى لدعوة الأفراد وجذبهم لتنظيم الجماعة.
جلسات أسبوعية
وتمثل هذه الكتب الأداة الفعالة فى المنهج التلقينى لعقول وقلوب الشباب من خلال جلسات الأسر الأسبوعية والمسئولة عنها لجنة التربية، وقد اهتمت العديد من التنظيمات المتطرفة بكتب الإخوان ابتداء من جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية، والتكفير والهجرة، وتنظيم الناجون من النار، حتى تنظيم حسن بشندى، والطائفة المنصورة، واتخذتها سبيلاً فى تربية أفرادها، كما أنها حاليًا تعد أهم الأسباب الرئيسية فى خروج التنظيمات الشبابية التى لا تحمل أية مرجعية أو أيديولوجية فكرية نتيجة قراءتهم وتصفحهم هذه الكتب وتفاعلهم مع أهدافها وتوجهاتها، وبالتالى يسعون لتطبيقها، وقد تورط بعض عناصر الإخوان فى تنظيم حسن بشندى الذى قاد تفجيرات الأزهر والسيدة عائشة وميدان عبد المنعم رياض، حيث تم القبض على رزق سعيد أحد عناصر الإخوان بشبرا الخيمة وكشفت التحقيقات وجود علاقة بينه وبين عناصر التنظيم، حيث كان يدعمهم بالكتب والسديهات أملاً فى ضمهم للجماعة فيما بعد.
ثروت الخرباوى – القيادى السابق بالإخوان – أوضح أن كتاب (معالم فى الطريق) أحد الكتب التى خرجت من المدرسة الفكرية الثانية للإخوان على يد سيد قطب، إذ كانت رسائل البث هى المدرسة الفكرية الأولى لجماعة الإخوان، وقد خرج هذا الكتاب من نطاق الإخوان إلى نطاق الجماعات الإسلامية والمدارس الفكرية الأخرى، وكان هو الراصد الأول الذى شكل أفكار الجماعات المتطرفة، وبعدها خرج كتاب (الحكومات الإسلامية) للمودودى، وبعد ذلك خرج كتاب (المنهج الحركى للسيرة النبوية) لمنير الغضبان والذى اعتمدت عليه الجماعات الإسلامية بكل أنواعها إذ إن هذا الكتاب يُؤطر ويُنظر للعمل السرى ويستند فى هذا التنظير إلى السيرة النبوية والمرحلة الأولى من الدعوة الإسلامية فى مكة فى الفترة التى يطلق عليها سرية الدعوة.
ومن الكتب التى اعتمدها الإخوان وانتقلت بعد ذلك للتنظيمات الإسلامية كتاب (المستخلص فى تزكية الأنفس) لسعيد حوى، وكتاب (الإيمان) لمحمد نعيم ياسين، وهما من الكتب التى اهتمت بشرح العقيدة الأشعرية، ومن أهم المرجعيات التى ساهمت فى البناء العقيدى لكثير من الجماعات المتطرفة.
السلطة والروحانيات
د. أحمد عبد الله – القيادى السابق بالإخوان – أكد أن جماعة الإخوان على مدار تاريخها أنتجت نوعين من الكتب. نوع تناول وتحدث عن قضايا السلطة والحكومات والدولة والسياسة والأنظمة الحاكمة وكيفية التعامل معها، والنوع الثانى هو كتب الرقائق والروحانيات التى اعتمد عليها فى تربية النشء والأجيال الجديدة، كما أن انفراد الإخوان على الساحة أعطاهم فرصة التأجيل فى بعض القضايا والأفكار، وهو ما أخذته عنهم التيارات الفكرية الأخرى وظلت مرجعيات فكرية لهم.
ممدوح إسماعيل – محامى الجماعات الإسلامية – أشار إلى أن الجماعة الإسلامية باختلاف مسمياتها وآرائها تخضع لقواعد عامة مشتركة وهى أنها جماعات سنية قائمة على الكتاب والسنة، ومن ثم روافد الفكرة عندها واحدة، ومن هنا جاءت مسألة تبادل القراءة فى الكتب والتى تمثل لأصحابها نوعًا من تجسيد الرؤية وبلورة الفكرة، لكن لغيرهم تأتى فى إطار الاطلاع وبعد تصدر كتب الإخوان الساحة الإسلامية فى السبعينات والثمانينات نشأت الكتب السلفية التى تبنت فكر التيار السلفى وتوجهاته التى قد تتفق أو تختلف على فكر الإخوان ونظرًا للخلاف القائم بين المدرستين أصبح القارئ يرجع إلى كتب المدرسة الفكرية التى ينتمى إليها. ويخرج عن هذا الخلاف الباحثون وأصحاب الفكر المجدد الذين لا يميلون إلى اتجاه معين، لكن بشكل عام القراءة فى العلوم الإسلامية دون مرجعية ترشد.
قضايا إسلامية
د. كمال حبيب – أحد قيادات جماعة الجهاد – أشار إلى أن غالبية الكتب الموجودة على الساحة الإسلامية كتب عادية وتناقش قضايا خاصة بالأمة الإسلامية، وسيد قطب وحسن البنا وعبد المتعال الجابرى مرجعيات إسلامية موجودة على الساحة يتزود العديد من الناس من كتبهم، وليس شرطًا أن تكون كتبهم هى السبب الرئيسى فى تولد فكرة العنف لدى أى تنظيم من التنظيمات الإسلامية.
حسام تمام – الباحث فى شئون الحركات الإسلامية – أوضح أن العديد من التنظيمات والجماعات الإسلامية اتخذت كتب سيد قطب ورفاعى سرور مرجعية فكرية لأفكارهم وتحركاتهم، بل إن البعض لا يعتبر سيد قطب مرجعية خاصة بالإخوان لكونه خرج عن خط وفكر الجماعة رغم أنه أحد كوادرهم، وأصبح الغزالى والقرضاوى وغيرهما مرجعيات لكل التيارات الإسلامية وقد عرفا بالاعتدال والوسطية، لكن هناك كتبا أثرت فى هذه التنظيمات التى تتبنى العنف حاليًا لا علاقة لها بالإخوان مثل كتب السلفية الجهادية التى تتبع مرجعيات سلفية أمثال أبو محمد المقداسى، وعصام
البرقاوى بالأردن
.