ادبيات داعش ومراجعها الاصوليه

عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 4942 - 2015 / 10 / 1 - 18:07

المحور: الارهاب, الحرب والسلام

أفحش درجات التوحش أخف من الاستقرار تحت نظام الكفر.. لأننا إذا نجحنا فيها، فهي المعبر نحو الدولة الإسلامية المنتظرة "
..
هذا هو شعار حركة داعش التى سيطرت علي أجزاء من العراق وسوريا تحت مسمي " الخلافة " ، واعتبر البعض أن الممنوعات والسلوكيات التى ألزمت بها " دولةداعش " مواطنيها هي خلاصة قوانينها مثل منع ارتداء الفتيات للجينز والبلوزةأو غلق محلات الحلاقة ومنع تقصير الشعر .. أو حتى تطبيق عقوبة الإعدام عليتارك الصلاة ، لكن الحقيقة أن هذه مجرد تعليمات .. بينما الدستور الحقيقيلهذا التنظيم أعمق وأخطر من ذلك بكثير ..
وهذا ما يؤكده كتاب " إدارة التوحش " والذى يعتبر المرجع الفكرى الرئيسي لكل عضو في داعش ..
فالقتلوالحرق والذبح والتمثيل بالجثث مجرد خطوات بسيطة لطريق طويل يحيط بهالجحيم من كل جانب .. وفي نهايته لن توجد سوي انهار الدماء تسبح فيها أفكارتكفيرية عابرة لكل الحدود .. فلا مكان للشريعة السمحة بين " التوحش المقدس " ، عموماً ، سنعرض دستور داعش .. لكن التعليق عليه بالحجة والمنطق يحتاجلجهود أكبر سنقدمها في الأعداد القادمة بإذن الله .

لماذا يتخذ قادة داعش ألقاب الصحابة .. وكيف تطبق نظرية " الذئاب المنفردة " .. وما سر التقرب إلي الله بـ " تقبيل قدم " الخليفة ؟
يوسف القرضاوي يعترف : "أبو بكر البغدادي" كان إخوانياً !

مواجهة غارات العدو الجوية بعمليات " دفع الثمن ".. ومحاربة العالم بنظرية " الفوضي الخلاّقة " الأمريكية
عمليات صغيرة الحجم علي الحدود لاستنزاف قدرات العدو .. و خطة إعلامية للتبرير الشرعي للقتل
اعتماد الشدة وإثارة الرعب والسير في طريق الأشلاء والدماء والجماجم هو الطريق لإقامة الدولة الإسلامية
"
الإخوان " ترفع أعلام داعش في تظاهراتها .. ودستور التنظيم يشيد بأسلوب سيد قطب في التربية
كل رجال الشرطة والجيش مرتدون .. وممنوع خروج النساء من البيوت
إعدام الأسير إما بالحرق أو الذبح أو الإغراق أو القاءه من فوق الجبال أو تقطع يديه وقدميه وتركه بلا طعام

من وراء " التوحش " ؟
كتاب " إدارة التوحش " أو حسب اسمه الإنجليزي " Management of Savagery " مؤلفهاسمه " أبو بكر ناجي " ، وهو في الأصل يشرح فكر واستراتيجية تنظيم القاعدةمن خلال 110 صفحات ، وغير معروف نهائياً تاريخ تأليفه .. فقد كان محاطاًبسرية حتى عثرت عليه السلطات السعودية خلال إحدي المداهمات في معاقلالمتطرفين عام 2008 .. وهو تزامن مع التحولات التي شهدتها الحركة السلفيةالجهادية بالتحول من مقاتلة "العدو القريب" المتمثل بالنظم السياسيةالعربية والإسلامية التي تعتبرها "مرتدة"، إلى مقاتلة "العدو البعيد" المتمثل في الغرب .. وبشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ،ومؤلف الكتاب شخصية غامضة .. فأجهزة الأمن في سوريا والعراق تؤكد أبو بكرناجي هو أحد مؤسسى جماعة التوحيد والجهاد في العراق .. وهو التنظيم الذيتحول فيما بعد إلي تنظيم داعش ، بينما تري أجهزة الأمن الأمريكية أنه ليسالاسم الحقيقي للمؤلف .. لكنه غالباً الإرهابي " سيف العدل " – مصري الأصل - منسق الشئون الأمنية والاستخباراتية في تنظيم القاعدة ، بينما يرى آخرونأن الكتاب قام بتأليفه " محمد خليل الحكايمة " هو مصري الأصل وقيادى فىالقاعدة، أما المخابرات البريطانية فتؤكد أن الكتاب قام بتأليفه مجموعة منقادة القاعدة وعلي رأسهم بن لادن، لكن اللافت أن معظم الذين تداولت اسماءهمباعتبارهم مؤلفين لهذا الكتاب كانت لهم صلات بشكل أو بآخر بتنظيم داعش فيبداية ظهوره ، والمفاجأة عقب قراءة عدة صفحات من الكتاب أنه يعتمد بشكلكبير علي النظرية الأمريكية الخاصة بـ " الفوضي الخلاّقة "، ويركز عليضرورة استدراج الولايات المتحدة لحروب خارج الأراضي الأمريكية، لتفريققواتها وإضعافها، خاصة في منطقة الشرق الأوسط ، وحسب الكتاب فإنه يتعين عليالمجاهدين إذا سيطروا علي منطقة ما أن يقيموا فيها إمارة لتطبيق الشرعورعاية مصالح الناس .
لماذا التوحش ؟
السؤال بديهي .. فكلمة " توحش " نفسها تبدو – ولو ظاهرياً – متناقضة مع أى مفهوم ديني،
واستعملهاالمؤلف ليقصد بها حالة من الفوضى تسود دولة ما أو منطقة بعينها إذا ماضعفت فيها قبضة السلطات الحاكمة .. وهذه الحالة من الفوضى ستكون "متوحشة" ويعاني فيها السكان، لذلك وجب على داعش - التي ستحل محل السلطات الحاكمةتمهيدا لإقامة الدولة الإسلامية- أن تحسن "إدارة التوحش" حتى تستقر الأمور،ويقول مؤلف الكتاب " ليست إدارة لشركة تجارية أو مؤسسة تعاني الفوضى أومجموعة من الجيران في حي أو منطقة سكنية أو حتى مجتمع مسالم يعانون الفوضىولكنها أعم من الفوضى.. منطقة تخضع لقانون الغاب بصورته البدائية يتعطشأهلها الأخيار منهم، بل وعقلاء الأشرار لمن يدير هذا التوحش، بل ويقبلون أنيدير هذا التوحش أي تنظيم أخياراً كانوا أو أشراراً، إلا أن إدارة الأشرارلهذا التوحش من الممكن أن تحول هذه المنطقة إلي مزيد من التوحش" ، كمايضيف مؤلف الكتاب " اعتماد الشدة.. وإثارة الرعب والسير في طريق الأشلاءوالدماء والجماجم هو الطريق لإقامة الدولة الإسلامية".. وهكذا اصبح " التوحش " عند داعش مقدساً! .

مراحل التمكين
هناك " أمهات للكتب " في عالم الجماعات المتشددة منذ الإعلان عن تكوين " الجبهة العالميةالإسلامية للجهاد ضد اليهود والصليبيين " عام 1998 والتى عرفت باسم " القاعدة " عن طريق أسامة بن لادن وبعض قيادات تنظيم الجهاد فى أفغانستانوعلى رأسهم أيمن الظواهرى، ومن هذه الكتب " الجامع فى طلب العلم الشريف " و " فرسان تحت راية النبى " و " الدعوة إلى المقاومة الإسلامية العالمية " و " الكواشف الخفية " وتستمد جميع تلك المؤلفات فكرتها الرئيسية فى تكفيرالحاكم والمحكوم من كتابات الإخواني سيد قطب، لكن خطورة كتاب " إدارةالتوحش " أنه يتم تطبيقه حرفياً الآن ، فاستراتيجية إقامة الدولة الإسلاميةحسبما يعرض الكتاب تمر بـ 3 مراحل .. الأولى – نعيشها الآن - مرحلة " النكاية والإنهاك " ، وقبل الإشارة إلي نصوص الكتاب نلفت لضرورة ملاحظة كيفيتم تطبيقها حرفياً في مظاهرات الإخوان وعبر العمليات الإرهابية بسيناء ،فحسب دستور داعش فإن هذه المرحلة الأولي تشمل " إنهاك قوات العدو والأنظمةالعميلة لها بعمليات وإن كانت صغيرة الحجم أو الأثر - ولو ضربة عصا على رأسصليبى- إلا أن انتشارها وتصاعديتها سيكون له تأثير على المدى الطويل "،كما تتضمن هذه المرحلة جذب شباب جدد للعمل الجهادى عن طريق القيام كل فترةزمنية بعمليات نوعية تلفت أنظار الناس " مع العمل علي إخراج المناطقالحدودية عن سيطرة أنظمة الردة " ، وحدد دستور داعش عدة أهداف طلبتاستهدافها في المرحلة الأولى لإقامة الدولة الإسلامية، فكانت علي رأسهاالأهداف الاقتصادية وخاصة البترول، وأماكن السياحة مع تبني استراتيجيةعسكرية تعمل على تشتيت جهود قوات العدو وإنهاك واستنزاف قدراته الماليةوالعسكرية، يتزامن معها استراتيجية إعلامية – لاحظ دور الإنترنت وصفحاتالفيس بوك والفضائيات - تركز علي فئتين، فئة الشعوب بحيث تدفع أكبر عددمنهم للانضمام للجهاد والقيام بالدعم الإيجابى والتعاطف السلبى ممن لايلتحق بالصف، الفئة الثانية " جنود العدو " أصحاب الرواتب الدنيا لدفعهمإلى الانضمام لصف المجاهدين أو على الأقل الفرار من خدمة العدو .. ويقولالكتاب " لابد من تنويع وتوسيع ضربات النكاية في العدو الصليبي والصهيونيفي كل بقاع العالم الإسلامي بل خارجه إن أمكن، بحيث يحدث تشتيت لجهود حلفالعدو ومن ثم استنزافه بأكبر قدر ممكن فمثلاً: إذا ضرب منتجع سياحي يرتادهالصليبيون في أندونيسيا، سيتم تأمين جميع المنتجعات السياحية في جميع دولالعالم بما يشمل ذلك من شغل قوات إضافية أضعاف الوضع العادي وزيادة كبيرةفي الإنفاق، وإذا تمت تصفية اثنين من الكتاب المرتدِّين في عملية متزامنةببلدين مختلفين فسيستوجب ذلك عليهم تأمين آلاف الكتاب في مختلف بلدانالعالم الإسلامي.. وهكذا تنويع وتوسيع لدائرة الأهداف وضربات النكاية التيتتم من مجموعات صغيرة ومنفصلة، مع تكرار نوع الهدف لمرتين أو ثلاث ليتأكدلهم أن ذلك النوع سيظل مستهدفاً ، ولابد من تشتيت قوى النظم السياسيةالحاكمة في العالم العربي، بإجبارها على توزيع قوى الأمن لديها .. ووقتهاسيبدأ التراخي وخلو الأطراف والمناطق المزدحمة والشعبية من القوات العسكريةأو وجود أعداد من الجند فيها بقيادة هشة وضعيفة القوة غير كافية العدد منالضباط وذلك لأنهم سيضعون الأكفاء لحماية الأهداف الاقتصادية ولحمايةالرؤساء والملوك، ومن ثم تكون هذه القوات الكثيرة الأعداد أحياناً الهشةبنياناً سهلة المهاجمة والحصول على ما في أيديها من سلاح بكميات جيدة،وستشاهد الجماهير كيف يفر الجند لا يلوون على شيء، ومن هنا، يبدأ التوحشوالفوضى " ، وحسب الكتاب .. إذا تمت المرحلة الأولي فسيأتي الدور عليالمرحلة الثانية وهي " إدارة التوحش " التى تسبق إعلان الدولة الإسلامية،وفي الطريق للمرحلة الثالثة " التمكين " يحذر الكتاب من " الاستسلامالعاطفي " للدعاية الإعلامية التى تتكلم عن " الحفاظ على النسيج الوطني أواللحمة الوطنية أو الوحدة الوطنية، فعلاوة على أن هذا القول فيه شبهةالوطنية الكافرة، إلا أنه يدل على أنهم لم يفهموا قط الطريقة السُننيةلسقوط الحضارات وبنائها " .. فلا يوجد شيء اسمه " وطن " في مفهوم داعش .. أو اي تنظيم مرتبط بها .

خطة الدفاع
دستور داعش لم يتجاهلالتحديات التى يمكن أن تواجه المراحل السابقة ، والغريب أنها تحدث الآنبشكل واضح ، فيقول المؤلف في أجزاء متقطعة من الكتاب " مرحلة إدارة التوحشسنواجه مشكلة غارات العدو -الصليبي أو المرتد- الجوية على معسكرات تدريب أومناطق سكنية في نطاق المناطق التي نديرها، ومع وضع تحصينات دفاعية وخنادقلمواجهة تلك المشكلة إلا أنه ينبغي كذلك أن نتبع سياسة " دفع الثمن " فيمواجهة إجرام العدو، وهي تجعله يفكر ألف مرة قبل مهاجمة المناطق المدارةبنظام إدارة التوحش ، وأفضل من يقوم بعمليات دفع الثمن هم المجموعات الأخرىفي المناطق الأخرى، والتي لم يقع عليها العدوان، وفي ذلك فوائد عدة أهمها،إشعار العدو أنه محاصر ومصالحه مكشوفة، فلو قام العدو بعمل عدائي علىمنطقة في جزيرة العرب أو في العراق فتم الرد عليه في المغرب أو نيجيريا أواندونيسيا سيؤدي ذلك إلى إرباك العدو خاصة إذا كانت المنطقة التي تتم فيهاعملية دفع الثمن تخضع لسيطرة أنظمة الكفر أو أنظمة الردة فلن يجد مجالاًجيداً للرد عليها، وستعمل تلك العملية كذلك على رفع معنويات من وقع عليهمالعدوان وإيصال رسالة عملية للمسلمين في كل مكان بأننا أمة واحدة وأن واجبالنصرة لا ينقطع بحدود ، ولا يقتصر دفع الثمن في الصورة السابقة على العدوالصليبي، فعلى سبيل المثال إذا قام النظام المصري المرتد بعمل قام فيه بقتلوأسر مجموعة من المجاهدين، يمكن أن يقوم شباب الجهاد في الجزيرة أو المغرببتوجيه ضربة للسفارة المصرية مع بيان تبريري لها أو القيام بخطفدبلوماسيين مصريين كرهائن حتى يتم الإفراج عن مجموعة من المجاهدين مثلاًونحو ذلك " ، ألا تلاحظون العلاقة بين الضربات التى يوجهها الجيش المصريللإرهابيين التابعين لداعش في سيناء .. وفي الوقت نفسه حالات الإعدام التىتحدث لأقباط مصريين في ليبيا وتقوم به جماعات تابعة لداعش؟! .
خطوات التجنيد
أماعن الاستقطاب وقواعد التجنيد.. فيقول الكتاب الداعشي " يجب جر الشعوب إلىالمعركة بحيث يحدث بين الناس استقطاب، فيذهب فريق منهم إلى جانب أهل الحقوفريق إلى جانب أهل الباطل ويتبقى فريق ثالث محايد ينتظر نتيجة المعركةلينضم للمنتصر. وعلينا جذب تعاطف هذا الفريق وجعله يتمنى انتصار أهلالإيمان، خاصة أنه قد يكون لهذا الفريق دور حاسم في المراحل الأخيرة منالمعركة الحالية "، ووسائل الاستقطاب في مرحلة التوحش تكون بـ " رفع الحالةالإيمانية، والمخاطبة المباشرة، والعفو، والتأليف بالمال ".
كيفية تطبيق التوحش
تنظيمداعش الإرهابي يستند إلى أفكار خاصة في إعدام الرهائن، وكانت هي مرجعهمالأساسي لحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وطريقة الحرق البشعة ليستالوحيدة .. بل توجد طرق أخري للإعدام " المتوحش " و أبرزها الذبح وقطعالرأس .. أو تقطيع الأوصال بحيث تقطع أيدي الرهينة و قدميه و يترك بلا طعامأو شراب حتى تخرج روحه ، إلي جانب القتل بالإغراق في الماء، والإلقاء منعلى المرتفعات سواء من الدوار العليا أو من فوق الجبال والنقاط المرتفعة،كما يشير كتاب التوحش إلي قواعد في كتب أخري منها " العمدة في إعداد العدة " ويؤكد قاعدة تقول " مجهول الحال بدار الكفر يجوز قتله تقصدا للمصلحة " ،وفي هذا الكتاب تعاليم كثيرة خاصة بالجهاد منها مثلاً " ومن الأعذارالباطلة، القول بأن القائمين على أمر الجهاد ليسوا على المستوى الخلقيوالتربوي والشرعي المطلوب، وبالتالي لا يجوز العمل معهم ، وهذه شبهةوجوابها أنه لو أن أمير الجهاد رجل فاجر وكذلك كثير من أتباعه، لكنهم يسعونلقتال الكافرين، فالواجب شرعا العمل معهم ومعاونتهم "، وحدد " إدارةالتوحش " أولوية اختياره للدول المرشحة لإثارة الفوضى بمعايير أهمها أنتكون " ذات عمق جغرافى وتضاريس تسمح بإقامة مناطق خارج السيطرة مع ضعفالنظام الحاكم، وضعف مركزية قواته على أطراف المناطق فى الدولة، ووجود مدّإسلامى جهادى مبشّر بها وطبيعة الناس فى تلك المناطق التى تسمح بوجودالجهاديين وإيوائهم وكذلك انتشار السلاح بها .. الأمر باختصار إن مرحلةشوكة النكاية والإنهاك عن طريق مجموعات وخلايا منفصلة ، أى نظرية الذئابالمنفردة " .
الخليفة المزعوم
هناك كتاب اسمه " مد الأيادي لمبايعةالبغدادي " ألفه " أبوهمام الأثري " أحد أعضاء تنظيم داعش ، ولجأ التنظيممن خلال الكتاب للترويج لخليفته أبو بكر البغدادي وحث التنظيمات الجهاديةوالإرهابية الأخرى على مبايعته، ووصل الأمر في الكتاب لدرجة تشبيه البغداديبأبي بكر الصديق رضي الله عنه، بالاستدلال بأثر يقول " يأبى اللهوالمؤمنون إلا أبا بكر " في سياق الدعوة لبيعة البغدادي ، ووصل التلفيقأيضاً لوصف الكتاب للبغدادي بأنه من آل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم ،وقال بالنص " الشيخ المجاهد، والعابد الزاهد، أمير المؤمنين، وقائد كتائبالدين ، البغدادي أميراً للمؤمنين في العراق والشام وتجب له البيعة، وهوإمام متغلب وجبت طاعته، وذلك لأنه إمام مجاهد وزاهد وعابد وقرشي من آلالبيت، وفقيه عالم"، واستشهد بأقوال العلماء كابن كثير، والترمذي،والبخاري، في فضل أهل البيت، وضرورة محبتهم ، وحسب الكتاب فإن البغداديحاصل علي شهادة البكالوريوس والماجستير في الدراسات القرآنية والدكتوراه فيالفقه، وتدرج في الجهاد خطيباً ومقاتلاً وقاضياً في دولة العراق الإسلاميةحتى انعقدت له بيعة أهل الحل والعقد لتولي إماراة العراق، ثم العراقوالشام، وسيّر الجيوش من العراق إلى الشام عندما استعر فيها قتل المسلمين،ويرى مؤلف الكتيّب وجوب الخضوع للبغدادي وبيعته، وتوقيره، بل يستشهد بكلامأبومحمد العدناني، وهو من قادة الدولة، بالتقرب إلى الله بغسل قدمىالبغدادي وتقبيلها ! وأضاف " البغدادي إمام ممكّن، وهذا متحقّقٌ بحمد اللهوفضله في الدولة الإسلامية في العراق والشام، فهم أصحاب قوة وشوكة، ويحوزونعلى مناطق شاسعة من أرض العراق والشام، وأرض الرقة وحدها- وهى بتمامها تحتسيطرة ونفوذ الدولة- تكبر مساحة 3 دولٍ عربية مجتمعة، وتُحّكم فيهاالشريعة، وتُقام الحدود، ويؤمن فيها الناس بعضهم بعضًا، ويدفع عنهمالمجاهدون صولة وجرائم النصيرية والرافضة " ، واصفًا رافضي بيعته بـ " الكفرة والمرتدين الذي يجب قتالهم" .

الإعلان الدستوري لداعش
خلالبحثنا عن أصل كتاب " إدارة التوحش ".. اكتشفنا كتاباً آخر منتشراً بكثافةعلي مواقع كل التيارات الجهادية المتطرفة ظهر قبل الكتاب الأول ، وكأنه " إعلان دستوري " يمهد الطريق قبل دستور داعش الدائم في " التوحش " ، هذاالكتاب اسمه "إعلام الأنام عن قيام دولة الإسلام" وقد أصدرته ما تعرف بـ "وزارة الهيئات الشرعية في دولة العراق الإسلامية" وأعده مسئول الهيئةعثمان التميمي ، وهو تعبير عن رؤية شرعية في مبررات إنشاء الدولة الإسلاميةوتضمن في نحو 89 صفحة عدة فصول .. والغريب أن الكتاب دائماً يقارن بين ماحدث في عهد النبي عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين وبين ما يحدث فيماتسمي بـ " الخلافة الإسلامية " الحالية بأرض العراق ، فمثلاً يقولون إنمساحة الأرض التي احتلوها في الأنبار أوسع من دولة المدينة المنورة .. واعتبروا هذا يبرر إعلان دولة الإسلام ، وقال الكتاب بالنص " المجاهدون فيالعراق اليوم يسيطرون على بقاع من الأرض هي بفضل الله أضعاف أضعاف البقعةالتي أقام عليها النبي صلى الله عليه وسلم دولته الأولى، فالمناط الشرعي فيقيام الدولة متحقق لوجود المعنى الذي قامت عليه الدولة الأولى، وهوالتمكين على بقاع هي أكبر من تلك التي ترعرعت عليها الدولة الأولى" ،وبالمناسبة .. سواء هذا الكتاب أو " إدارة التوحش " دائماً يعتبرون " المقاتلين " الجهاديين وكأنهم يعيدون اكتشاف الدين من جديد ، ولهذا لاحظكثيرون حرص قادة القاعدة علي اتخاذ اسماء الصحابة وكأنهم حسب قول البعض " يكررون تاريخ الإسلام من جانب واحد " ، فكل قادة داعش هم " ابو مصعب ، ابوحمزة ، ابو عمر، ابو بكر ، ابو قتادة، ابو البراء " .. كما دائماً ينتسبونإلي الأماكن التى جاءوا منها " المصري ، الأنباري ، الدمشقي ، الليبي " للإيحاء بأن رقعة " رعايا الخليفة " تشمل مناطق كثيرة ! .
داعش .. والإخوان
حالةحب من طرف واحد .. هذا هو التوصيف السريع للتشجيع الخفي الذى يتبناهالإخوان لكل ما تقوم به " داعش " من جرائم ، بل وظهور رايات داعش السوداءفي تظاهراتهم ، إلي جانب علاقات التنظيم " المحظور " بالجماعات الإرهابيةبسيناء مثل انصار بيت المقدس والتى أعلنت صراحة تبعيتها الفكرية والتنظيميةلداعش .. بينما علي الجانب الآخر نجد دستور داعش يعتبر جماعة الإخوان " بدعية علمانية عفنة " ، كما يقول عن حركة حماس – الإخوانية – إنها تعاني من " قصور في بث المنهج العلمى الصحيح بين أتباعها ، ولهذا فإنهم أمام أحدمصيرين إما ضياع الثمرة في النهاية وسقوطها في يد المرتدين العلمانيينوالقوميين، أو إقامة دولة شبيهة بدولة البشير والترابى بالسودان " ، لكنبالعودة لكتاب " إدارة التوحش " وهو المرجع الرسمي لداعش .. نجد مؤلفالكتاب متأثراً في شرحه بأساليب التربية الإسلامية بكل أدبيات الإخوان ، بلويقول بالنص " رحم الله سيد قطب القائل " إن هذا القرآن لا يكشف أسرارهإلا للذين يخوضون به المعارك، والذين يعيشون في الجو الذي تنّزل فيه أولمرة " لذلك تنبه علماء السلف وأهل النظر الثاقب من المعاصرين إلى هذهالقضية، فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- يقول " من كان كثير الذنوبفأعظم دوائه الجهاد " .. لكن أيضاً في الكتاب نفسه هناك جزء عن الولاءلجماعات إسلامية أخري ، يقول " الذي يعطينا الولاء نتولاه الولاية الكاملة،إلا إذا أظهر في كلامه أو أحواله استمرار الولاء مع تنظيمه السابق أو تبنىبعض القضايا أو المفاهيم لذلك الحزب فلنا هنا وقفة: فمثلاً لو وجدناه يتصلبقيادات في جماعة مثل الإخوان أو أي تيار إرجائي فنسأله: هل تعتقد مايعتقدون في دخول المجالس البرلمانية الشركية أو عدم الكفر بالطاغوت؟، فإنجاءت إجابته تحتمل التأويل فقد لا نستطيع إنزال حكم عليه بسبب مانع التأويلإلا أننا لا نقبل في صفنا هذه النوعيات" ... والأهم من كل ذلك هو اعترافشيخ الإخوان يوسف القرضاوي بأن أمير تنظيم داعش "أبو بكر البغدادي" كانإخوانياً وينتمي إلى الجماعة .. لكنه أراد الزعامة فذهب إلي داعش ، وهو مايفسر كيف يعتبر كثير من المفكرين " داعش " امتداداً طبيعياً لأفكار سيد قطبالتى كان يتمني تطبيقها بقوة السلاح .

القوانين الأولي
الدستورالسابق له قوانين تفسره كتطبيق علي أرض الواقع في المناطق التى تسيطر عليهاداعش حالياً .. وهي مجرد " شعارات لا قيمة لها لأنهم ببساطة يفعلون عكسها ،فداعش التى تعدم يومياً المئات بلا ذنب أعلنت أن " الناس في ظل حكمهمآمنون مطمئنون وعلى التنظيم توفير الحياة الكريمة للرعية في ظل الحكمالإسلامي الذي ينصف الناس ويساوي بينهم دون تمييز، مؤكدًا أن التنظيم يفتحصفحة جديدة مع الجميع بعد أن أصبحوا من رعاياه " ، والدولة الداعشية تتبعمبدأ " المالك الوحيد لكل شيء " .. فهناك " المال العام " ويتولى القادةتصريفه في صالح المسلمين عدا " " العملاء والمرتدين " ، إلي جانب عدمالاعتراف بالحدود بين الدول وجواز قتل المسلم إذا " تمترس وراءه الكافر " والجزية واجبة علي الأقليات غير المسلمة ويُمنع ترميم الكنائس المهدمة أورسم الصليب أو رفع الصوت أثناء الصلاة المسيحية، وهم يفرضون علي الناسالصلاة بالمساجد والتى يمنع تماماً أن تكون بها " مراقد شركية أو مزاراتوثنية " .. وهو ما يفسر تفجيرهم لكل الأضرحة والمقامات ، ولأنهم يعتبرونانفسهم " المجاهدين علي الحق " .. فقد أعلنوا تكفير كل رجال الشرطة والجيشوتوعدوا بقتلهم إلا إذا تابوا وأعلنوا دعمهم للدولة الإسلامية التي يقودهاداعش .. كما قاموا بتحريم الأحزاب لأن التنظيم " لن يسمح إلا بوحدة الصفداخل جماعة واحدة ، وربما هذا ما يفسر خفوت الكلام عن تنظيم " القاعدة " .. والمعروف أن " أبو بكر البغدادي " هو الجهادي الوحيد الذي رفض مبايعةالظواهري بعد مقتل أسامة بن لادن ، وأيضاً هذا يفسر سر مبايعة 9 جماعاتإرهابية – مثل جماعة أنصار بيت المقدس ولواء أحرار السنة وأنصار الشريعةوطالبان باكستان - لداعش التى تعتبر أنه " من ليس معنا فهو علينا ".

خطسلفي طويل يشكل أدبيات تنظيم الدولة يمتد من أهل الحديث وصولا إلىالحنابلة مرورا بالوهابية وانتهاء بمنظرين معاصرين أعادوا تبسيط وشرح ماجاء على لسان علماء الدعوة النجدية وعلى رأسهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب والشيخ بن عثيمين وابن باز.

وحسب خبراء يرتكز التنظيم في هيكلهوعملية التشريع على مراجع إسلامية تتعلق بأحكام الفقه والخلافة ، ويخصصمكانة هامة للأحكام السلطانية التي تـُفصل شروط الإمامة والإمارة والقضاءوالحسبة و تقليد الولاة والأمراء والقضاة والمحتسبين .

وفرض التنظيمالذي يسيطر على 35% من الأراضي السورية و45% من الأراضي العراقية مناهجدينية على المدارس من ابرزها كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب الذي يصفهاتباع المدرسة الجهادية بـ "المجدد" و تتمثل دعوته إعادة الناس إلى التوحيدونبذ الشرك مثل التعبد بالقبور والتقرب بالأشخاص والبناء على القبوروالتعامل بالسحر وغيرها من مظاهر" البدع " التي تنافي عقيدة التوحيد ويرىمنتقدوه أنه أنشأ طائفة أو فكرة متشددة لتفسير الإسلام".

وظهر تأثيرالمدرسة الوهابية جليا على سلوك أعضاء التنظيم الذين فجروا مقامات وقبورلصحابة في سوريا والعراق، وحطموا تماثيل وآثار تعود للحضارة الأشورية فيمتحف الموصل.

يجمع خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية في حديثلـ"عربي21" أن تنظيم الدولة والوهابية "وجهان لعملة واحدة" مع الاختلاف فيالاستراتيجيات ومنهج التغيير وأولويات العمل".

ويرى الخبراء أنالتنظيم يستند على كتب وأدبيات قديمة ككتب محمد عبد الوهاب، وأخرى معاصرةككتب أبي محمد المقدسي و أبي قتادة ، والشيخ سيد أمام الذي يحتل كتابه "العمدة في إعداد العدة " مكانة مهمة في أدبيات التنظيم إلى جانب كتاب "مسائل في فقه الجهاد" لابي عبد الله المهاجر، وكتاب إدارة التوحش لابي بكرناجي" ومؤلفات عثمان بن عبد الرحمن التميمي، ككتاب "إعلام الأنام بميلاددولة الإسلام".

"
إعلام الأنام بميلاد دولة الإسلام"

تزخرمكتبة " الدولة" بعشرات المراجع المعاصرة التي يرتكز عليها ، فمنذ الإعلانعن قيام الدولة قام المسؤول الشرعي السابق للتنظيم عثمان بن عبد الرحمنالتميمي، بإصدار كتاب "إعلام الأنام بميلاد دولة الإسلام" وهو يستخدمالمراجع الإسلامية التقليدية المتعلقة بوجوب قيام الدولة والخلافة.

وشغل التميمي مسؤول الهيئة الشرعية في تنظيم دولة العراق الإسلامية في عهد أبي عمر البغدادي

يتناولالفصل الأول من كتابه أهمية الدولة الإسلامية وحاجة الأمة إليها ووجوبقيام الدولة، و يستشهد الكاتب بعدد كبير من النصوص الدينية والآياتالقرآنية و عددا من الاحاديث المتواترة في وجوب طاعة الأئمة، و تدل علىوجوب قيام الدولة التي تمارس السلطات السياسية ، ويفرد الكتاب مساحة كبيرةمن فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية بهذا الخصوص.

بينما يتطرق الفصلالثاني لمشروعية قيام دولة العراق الإسلامية، و يرى أنها تأتي كتطبيق عمليلواجب هام من واجبات الشريعة، أتاحت له الظروف مجالاً رحباً حسبما يراهأبناء الجهاد، وحسب الكتاب اعتمد "المجاهدون" في إعلان دولتهم على مزيجمركب من حقائق شرعية مستمدة من الكتاب والسنة ورؤى واقعية وسياسية تتمخض عنساحة التجربة والمراس، وفي هذا الفصل عدد الكاتب مجموعة من الأدلةوالدواعي التي تأسس عليها مشروع قيام الدولة الإسلامية .

ويرىالتميمي في كتابه أن الدولة الإسلامية ستكون "بناء إسلامي جديد ينتهض منواقع جاهلي أشبه ما يكون في ملامحه بمراحل الدولة الإسلامية الأولى التيأقامها النبي صلى الله عليه وسلم من رحم الجاهلية" يقول المؤلف أن "النظامالذي كان يحكم العراق نظام بعثي كافر، ثم جاء بعده الغزو الصليبي برفقة ثلهعميلة مستأجرة للإشراف على نشر الكفر العالمي في المنطقة وترسيخ معالمالجاهلية المعاصرة المتمثلة بالديموقراطية، أي أن الدولة الوليدة تؤسسبنيانها من الجذور، وهذا يرفع الكلفة في حقها على كافة المستويات الإداريةوالعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، فهي بدآية من الصفر ". على حد قوله

أمابخصوص البيعة يستند التنظيم على ما ورد بكتاب التميمي الذي حددها وفقاًلطرق ثلاثة حسب ما ورد في "الأحكام السلطانية للماوردي، و "غياث الأمم" للجويني".

الطريقة الأولى : "من خلال بيعة أهل الحل والعقد منالمسلمين لرجل يختارونه اكتملت في حقه صفات الأهلية المطلوبة للإمامة" أماالثانية يقول التميمي "عن طريق عهد الإمام لرجل من المسلمين من بعده، أولعدد منهم يختار منهم أهل الحل والعقد إماماً.

والثالثة والتي عينبها " الخلفاء مؤخرا" عن طريق الغلبة والقهر بالسيف، عند حلول الفتن وخلوالزمان عن الإمام، وتباطؤ أهل الحل والعقد عن تنصيبه، فيشرع وقتها لمن تغلببسيفه من المسلمين ودعا للبيعة وأظهر الشوكة والأتباع أن يصير أميراًللمؤمنين، تجب طاعته وبيعته ولا يحل لأحد منازعته".

و يشدد التميميأن في الحالة العامة يتضح أن الطريقين الأوليين هما الأليق في الشرع لتنصيبالإمارة إن توفرت الظروف بوجود أهل الحل العقد وتمكنهم من الاختيار، أوبوجود إمام سابق يعهد لغيره".

ويقر في كتابه أن "الدولة الإسلاميةلن تكون كأي دولة معاصرة تنعم بالاستقرار التام والأمن الاقتصادي والسياسيوالاجتماعي - طبعاً هذا في مراحلها الأولى - ولكن مع هذا يبقى المعلَمالهام الذي يتيح للمجاهدين بناء القاعدة الأساسية لدولتهم المنشودة وفقالأدنى المستويات على أقل تقدير، ومسايرة للقدرة الممكنة والمتاحة هو العملبالقاعدة "ما لا يدرك كله لا يترك جله".

أما المرجع الآخر المهم هوكتاب إدارة التوحش لابي بكر ناجي، ويبلغ هذا الكتاب من الأهمية أن قامتالولايات المتحدة بترجمته و توزيعه على الدوائر الأمنية فيها، و هو عبارةكتاب للتخطيط الاستراتيجي لقيام الدولة الإسلامية.

إدارة التوحش

(
شوكةالنكاية والإنهاك ).. ثم مرحلة ( إدارة التوحش ).. فـ ( شوكة التمكين - قيام الدولة)... مراحل مفصلة بخطة عمل يحددها كتاب " إدارة التوحش" المرجعالأهم و الأساسي في أدبيات تنظيم الدولة والذي صدر عام 2008 لمنظر تنظيمالقاعدة أبو بكر ناجي (ضابط مصري سابق معلومات شحيحة حوله).

يضعالكتاب خطة عمل لإدارة ما يسميه " مناطق التوحش" التي تنتج عن فقدان سيطرةالحاكم على هذه المناطق، ليأتي الجهاديون ليسدوا هذا الفراغ. ويحدد المؤلفعددا من الدول تصلح لأثارة التوحش فيها اعتمادا على أسباب منها ضعف النظامالحاكم، وضعف قواته خاصة المتمركزة على أطراف دولته وجود مد إسلامي جهاديمبشر في هذه المناطق وطبيعة الناس في هذه المناطق، إضافة إلى انتشار السلاحبأيدي الناس فيه".

ويوضح الكاتب المهام المطلوبة من المجاهدين فيمرحلة إدارة التوحش بالمناطق التي يسيطرون عليها " نشر الأمن الداخليوالحفاظ عليه في كل منطقة، وتوفير الطعام والعلاج، و تأمين منطقة التوحش منغارات الأعداء عن طريق إقامة التحصينات الدفاعية وتطوير القدرات القتالية،وإقامة القضاء الشرعي بين الناس الذين يعيشون في مناطق التوحش مع رفعالمستوى الإيماني ورفع الكفاءة القتالية أثناء تدريب شباب منطقة التوحشوإنشاء المجتمع المقاتل بكل فئاته وأفراده و العمل على بث العلم الشرعيالفقهي بث العيون واستكمال بناء إنشاء جهاز الاستخبارات المصغر، وإقامةالتحالفات مع من يجوز التحالف معه ممن لم يعط الولاء الكامل للإدارة.

ضمنمرحلة النكاية والإنهاك.. يدعو أبو بكر الناجي لجذب شباب جدد للعملالجهادي عن طريق القيام كل فترة زمنية مناسبة من حيث التوقيت والقدرةبعمليات نوعية تلفت أنظار الناس، وإنهاك قوات العدو والأنظمة العميلة لهاوتشتيت جهودها والعمل على جعلها لا تستطيع أن تلتقط أنفاسها وذلك في مناطقالدول الرئيسية المرشحة وغير المرشحة كذلك ، بعمليـات وإن كانت صغيرة الحجم ".

الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية مروان شحادة يرى فيحديث لعربي 21 أن كتاب إدارة التوحش تناول استراتيجيات التغيير والنظرة إلىالمجتمعات من خلال الحصول بقعة من الأرض حتى يقيموا شرع الله من خلالأحداث حالة من الفوضى في مكان آخر من الأرض ، وجاء ذلك ردا على نظريةالفوضى الخلاقة التي خرجت بها مراكز و صناع الأفكار في أمريكا".

دستور داعش... العمدة في إعداد العدة

أماكتاب الفريضة الغائبة (العمدة في إعداد العدة) لمؤلفه عبد القادر بن عبدالعزيز - واسمه الحقيقي سيد إمام الشريف مصري الجنسية من مدينة بني سويف - يعتبر من اهم المراجع التي تستخدم لشحذ الهمم فيما يتعلق بالجهاد و التدريبالعسكري، واستخدمه تنظيم القاعدة كمرجع مهم في تدريب المقاتلين بمعسكراتأفغانستان و يوصف الكتاب بأنه " دستور داعش" فيما يتعلق بالجهاد.

وتماختيار عبدالعزيز أميرا لجماعة الجهاد في بشاور عام 1989 ثم تنازل عنهاعام 1993 لأيمن الظواهري. وعمل المؤلف طبيبا تنقل بين أفغانستان والسودان واستقر في اليمن وعمل في أحد مستشفياتها قبل إلقاء القبض عليه وتسليمه لمصرعام 2005 ليخرج من السجن بعد ثورة 25 يناير ويشن هجوما على تنظيم الدولةوالقاعدة.

ويرى الباحث مروان شحادة أن تنظيم الدولة يعتبر امتدادالتنظيم القاعدة الذي ينتمي إلى المدرسة السلفية الجهادية ، ويرون انهميمثلون منهج أهل الحديث الذي يمتد إلى احمد بن حنبل وشيخ الإسلام ابنتيمية".

"
ومن أهم مرجعيات التنظيم أدبيات الأمام احمد بن حنبلوالشيخ ابن تيمية واحمد ابن عبد الحليم ابن تيمية، وكذلك التابعين بعدهمأمثال محمد بن عبد الوهاب، واحمد شاكر وسيد قطب و الموهوبي، وليث محمد نعيمياسين الذي كتب رسالة الإمام صالح سرية".

ويرتكز التنظيم علىمراجعات و كتب محمد عبد الوهاب وخصوصا شروحات كتابه "فتح المزيد في شرحأصول التوحيد" و هو من اهم المرجعيات للتنظيم الذي يعتبر نفسه من الحركاتالتوحيدية".

يقول شحادة "اعتقد أن الوهابية وداعش وجهان لعملة واحدةمع الاختلاف في الاستراتيجيات ومنهج التغيير وأولويات العمل؛ فالشيخ محمدبن عبد الوهاب رحمه الله لم يكن يختلف في مسائل اجتهادية كثيرا عن مسائلداعش، وكان الفرق الجوهري بينهم أن محمد بن عبد الوهاب اصطلح مع السلطةالسياسية الممثلة بمحمد بن سعود، واصطلاحه على اعتبار أن محمد بن سعود كانيمثل السلطة السياسية والقوة والمنعة ومحمد بن عبد الوهاب كان يمثل السلطةالدينية لذلك كانت العلاقة التصالحية مع ولي الأمر ومع المرجعية الدينية،وهذا ما يجري حتى الآن فهيئة كبار العلماء في السعودية يترأسها عبد العزيزال الشيخ هو من سلالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فما زالت الوهابية هي التيتسيطر على السلطة الدينية في المملكة العربية السعودية ، أما تنظيم الدولةفيكفر ولي الأمر ولا تعطي له الشرعية ".

أما المعاصرون الذين يستندعليهم التنظيم في مراجعه وأدبياتهم كُثر – يقول شحادة- منهم " الشيخ أبوقتاده والشيخ، وعمر محمود أبو عمر، والشيخ أبو محمد المقدسي، وحسب الخبيرشحادة لا يمكن أن إغفال تأثير أبو قتادة والمقدسي في أدبيات داعش وان كانهناك خلاف؛ فما زالت كنبهم تدرس وتعتبر من اهم المراجع، فقد قام المقدسيبتبسيط وتيسير كتب علماء الدولة النجدية بلغة سهلة حتى يفهمها طلبة العلموانصار هذا التيار".

ويملك أبو محمد المقدسي - الذي شن هجوما علىتنظيم داعش مؤخرا- موقعا الكترونيا اسمه " منبر التوحيد والجهاد " ويعتبرمحجا مهما للتنظيمات الجهادية، وينشر المقدسي في موقعه مئات الكتب والرسائلالنصية والصوتية والمطويات مع إمكانية التحميل وإرسال الرسائل والأسئلةإلى إدارة الموقع .

ويختلف المقدسي مع أبي مصعب الزرقاوي بعدة جوانبو وجه له عام 2005 رسالة تحت اسم “مناصرة ومناصحة”، دعاه فيها بأن يبتعدعن استهداف الكنائس وعموم الشيعة والمدنيين، وقتل الترس المسلم، يقولالمقدسي: “أنا على مذهب ابن تيمية في عدم تكفير عموم الشيعة، ويترتب علىذلك كما هو وارد في فتواه بأنه “لا يجوز مساواتهم باليهود والنصارى فيالقتال ولا يجوز أن يساوى الشيعي العامي بالأمريكي".

ويفرض التنظيمكتاب التوحيد شرح الأصول الثلاثة لمحمد بن صالح العثيمين وهو شرح لرسائلمحمد بن عبد الوهاب كمنهاج لـ 90 مدرسة تخضع لسيطرته إلى جانب مراجع أخرى، ويتألف منهاج التوحيد من 179 صفحة يتحدث فيها عن الأصول الثلاثة فيالتوحيد(معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه ) إلى جانب مادة اللغة العربية، وهيمؤلفة من نحو 30 صفحة وتتضمن شرحاً لألفية ابن مالك، الرياضيات وهي مادةمكونة من 64 صفحة، الفيزياء والكيمياء وهي مادة مكونة من 25 صفحة، العلومالطبيعية وهي مادة مكونة من 37 صفحة، واللغة الإنجليزية هي مؤلفة من 30صفحة. وذلك حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

الخبير في شؤونالجماعات الإسلامية حسن أبو هنية يقول في حديث لعربي 21 أن التنظيم يلجألتدريس الكتب السنية التقليدية التراثية بنسختها الحنبلية والوهابية، ككتبكتب الأئمة الأربعة و كتب ابن القيم وابن تيميه و ابن عبد الوهاب وتلاميذه،و تعتمد هذه الكتب على خط سلفي طويل يمتد من أهل الحديث ووصولا إلىالحنابلة والوهابية وبعض المعاصرين مثل أبو عبد الله المهاجر وكتبه وخصوصامسائل فقه الدماء أو مسائل فقه الجهاد وهذا جزء من مجلدات كبيره 7ج كتبهاأبو عبد الله المهاجر".

أما على الصعيد الاستراتيجي يقول أبو هنيةيعتبر أبو بكر الناجي مرجعا مهما لدى التنظيم، إما على صعيد الدولة يعتمدعلى فقه الأحكام السلطانية مثل كتاب " إعلام الأنام بميلاد دولة الإسلام" لمسؤول اللجنة الشرعية في ذلك الوقت أبو حمزة البغدادي وهو يعتمد على كافةالأحكام السلطانية في قضية الدولة وبناءها" .

و في الوقت الحالييعتمد التنظيم أيضا على كتب لمجموعة شيوخ كأبي همام بكر بن عبد العزيزالأثري الذي الف عشرات الكتب من ابرزها "مد الأيادي لمبايعة البغدادي" ويرتكز التنظيم بشكل لافت على منهج الوهابية على عكس القاعدة التي كانت تركزعلى أدبيات عبد الله عزام وسيد قطب". حسب أبو هنية.

و يُسجل لتنظيمالدولة أنه التنظيم الجهادي الوحيد الذي نظر إلى السلطة السياسية كأمرواقع وحقق حلمه بانه يكون له كيان سياسي بوجود قوة تحميه، إلى جانب مؤسساتومجالس زعامة، إلا أن قيادات تاريخية في التيار السلفي الجهادي والقاعدةتنظر للتنظيم على أنهم " خوارج" كما وصفهم أبو قتادة الفلسطيني، بعد أن قامالتنظيم بتكفير كل من لا يبايعهم و –حسب الخبير مروان شحادة - لا تعنيكلمة خوارج مصطلح الشرعي بالخروج عن الحاكم وإنما خرجوا عن أهل السنةوالجماعة بتشددهم ومغالاتهم عن أهل الجموع أهل السنه والجماعة.

إلاأن خبراء الجماعات الإسلامية يقرون أن تنظيم الدولة رغم ما يوصف من غلووتطرف نجح عن غيره من الجماعات الإسلامية منذ سقوط الخلافة بان يكون لهكيان سياسي ، يقول الخبير حسن أبو هنية ففي الوقت الذي تبنى فيه تنظيمالقاعدة بنية تنظيمية لا مركزية وضع أصولها وآلية عملها المنظر الجهادي "أبو مصعب السوري" في كتابه "دعوة المقاومة الإسلامية العالمية"، انحازتنظيم الدولة الإسلامية إلى أطروحات المنظر الجهادي "أبي بكر الناجي" فيكتابه " إدارة التوحش" الذي شدد على أهمية البناء الهيكلي التنظيميالمركزي.

المصادر
كشف بالوثائق عن المرجعيات الادبيه لداعش مجلة الشباب
http://shabab.ahram.org.eg/News/32822.aspx
قراءه في كتاب ادارة التوحش
https://www.alsouria.net/content/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D8%B4
المراجع التي يستند اليها تنظيم الدوله كلمتي
http://klmty.net/327566-%D9%85%D8%A7_%D9%87%D9%8A_%D8%A3%D9%87%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A_%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%86%D8%AF_%D8%A5%D9%84%D9%8A%D9%87%D8%A7_%D8%AA%D9%86%D8%B8
%D9%8A%D9%85


2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com